‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص واقعية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص واقعية. إظهار كافة الرسائل

قصة ليالي الشوق الفصل الثالث




مرت الايام وزادت الامور تعقيدا علي الحاج اشرف بعد تعلق اخيه الصغير بعلاقته العاطفية بامرأة يراها لاتصلح ان تكون زوجة لاخيه تحمل اسمه وتصونه وتكون عونا له عند الكبر ومع كثرة المشاحنات المتكررة اثناء النقاش فيما بين الاخوين والوصول في نهاية الامر الي طريق مسدود وعقل متصلب الفكر لا يعطي فرصة للاخر ان يتكلم معة بصوت الحق وذلك لسيطرتها التامة علي قلب ومشاعر حبيبها نظرا للوضع الحرج الذي وضعت عشيقها به عن قصد للوصول الي فرض سياسة الامر الواقع علي الاحداث فكان حتما ولابد ان يقوم صادق بانهاء كل هذا الجدل باتخاذ خطوة جدية في اتجاه اتمام هذة الزيجة رغم انف اخية الاكبر بتحديد موعد مع والدها والتقدم بصفة رسمية لطلب يدها منه كي يقطع احبال التوتر المستمر اللانهائي الذي يكاد ان يقتله من كثرة التفكير .

بالفعل تحدد له الموعد بعد ان نسقت الانسة خديجة سابقا الامر مع ابيها وذهب اليه متوجسا وبقلبه شيئ من الخوف ان يقابل من عائلتيها بصدمة جديدة غير مهتما بما يدور هناك من اشخاص يسعون جاهدين للحيلولة دون اتمام هذه الزيجة وعلى العكس من توقعه رحب به والد العروس بشدة وقد كانت مشاعر صادق مذبذبة بالنسبة لكثرة الاقاويل التي تحوم حول والد حبيبته وخلافا لما توقعه وجد انه امام انسان محترم مظلوم من كل اهل المدينة بالاقاويل المغلوطة كما ظهر له بمخيلته فهو عذب الحديث صاحب وجه بشوش ضحك وعطوف ولم يشعر لحظة معه واحدة بانه متعجرف او متكبر كما كان يقال عنه فقد التصق بوجه المستشار بتلك اللحظات القناع الخداع الذي كان دائما يستخدمه عند اتمام احدي صفقاته كعادته التجارية البحته

لم تكن الجلسة جلسة تعارف بل كانت جلسة وضع الشروط وتحديد المبادئ التي يجب علي صادق ان يتبعها لكي ينصهر في تلك العائلة الارستقراطية وعدم التزامه بتلك النصوص سيجعله مرفوض تماما من التواجد بالعائلة ولذلك قبل العريس بكل الشروط بدون ادني اعتراض مما شجعه ان ينتهز الفرصة ويطلب ان تتم الزيجة باسرع وقت ممكن لانه اوهم والدها انه يخطط للسفر الي الخارج لاتمام صفقة كبيرة تخص مصنع اخيه وانه مصمم علي الزواج قبل السفر وبدون اي تاخير وكان له ما اراد حيث حدد والد العروس ليلة الزفاف بعد قرابة الشهر ملبيا لرغبة خطيب ابنته المتعجل واقنع الجميع بذلك الرأي باستثناء بعض من افراد العائلة من خالات وعمات واخوه رافضين من الاساس وجود صادق بينهم لانتسابه لعائلة من عامة الشعب ولا يمتلك الاصوال والانساب التي يمتلكونها فهو من الاساس ابن لرجل كان يعمل مزارع بسيط لم يكن يمتلك غير بعض الافدنة القليلة في ذلك الوقت مقارنة بعائلتهم التي اتسعت ممتلكاتهم المتفرقة بانحاء المدينة شرقا وغربا فكيف له ان يتقدم لخطبة ابنة الاصوال والحسب والنسب لمجرد ان عنده بعض المال الذي علي الارجح لايخصة لحاله بل يخص اخية الاكبر الحاج اشرف ولذلك تشجع بعضهم علي ان ينسحب من الجلسة معترضا علي كل التسهيلات التي يقدمها له كبير الاسرة ولا يعطي ادني اهتمام لاعتراضهم.

استطاع صادق ان ينتصر في جبهة من جبهات الصراع لديه بموافقة عمه بالمستقبل وترحيبة الشديد بالشاب المليونير الصغير والذي كان تعد له كل انواع المكائد والخطط التي ستجعله بدون حيلة تذكر بالمستقبل وما سيكون عليه من خضوع كامل لرغبة المستشار وابنته دون ان يشعر او يستيقظ من غيبوبته للابد لان كل ما سياتي سيكون برغبته وارادته كاملة وظلت اوهامة تحول بينه وبين الحقيقة وظن انه بمعركة ذات جبهات متعددة انتصر بأولها و وبقت عنده جبهة اخيه الاكبر وكيفية اقنعة بالتخلي عن افكارة بالنسبة لخطيبته واهلها فذهب الي المنزل وجلس يدرس ويخطط بغرفته محتسيا فنجان القهوة الفنجان تلو الفنجان علي معدة خاوية مدخنا لاكثر من اربعون سيجارة بدون وعي لما يقوم بيه من انتحار فهو ينتحر جسديا ومعنويا بدون ان يدري انه بذلك في طريقه الي الهاوية وبكامل ارادته ظنا منه ان كل شيئ سيتغير للافضل بعد ارتباطه بها معتقدا ان ارتباطه بتلك المرأة قد حقق حلمه بطي صفحات الماضي الذي بقي يعاني منه فترة كبيرة في حياته بالصغر قبل ان يوسع الله الرزق عليه وعلي اخيه حيث كانت معيشتهم بسيطة جدا كابن فلاح بسيط يذهب الي المدرسة وعنده طموح ان ينهي دراسته ويجد نفسة قد تخرج من الجامعة طبيبا او مهندسا كما كان يحلم ولكن لضيق المعيشة في هذا الوقت وعدم تمتعه بوفرة المال لم يستطيع ان يواكب اصدقائه وزملائه بالنسبة لمصاريف الدراسة من احتياجات اساسية كمصروف يومي ولباس وكتب خارجية مع دروسا خصوصية فقد حرم من كل اسباب ومقومات طالب العلم لقلة حيلة والده الحاج سعيد الميهي الذي كان كبيرا بالعمر ولم يعود في استطاعته زراعة ارضه التي يمتلكها كميراث عائلي من اسرته كما كان معتادا بشبابه الامر الذي جعله يؤجر ارضه بثمن بخس ينتظر عائدها السنوي ويقسم هذا العائد علي العام كاملا وفي بعض السنوات كان يتاخر المستأجرين في سداد ايجارهم بضعة اشهر مما يجعل الاسرة كلها تعيش في كرب طوال فترة انقطاع الايجار الامر الذي اجبر اشرف وصادق ان يعملا بجانب دراستهما لمساعدة والدهما بالمعيشة فقد كان اشرف يدرس بكلية التجارة وصادق بالمدرسة الثانوية مما اتاح لاشرف ان يعمل بمصنع بلاستيك ويتعلم المهنة جيدا ويخطط الي ان يكون عنده مصنع صغير يبدئه بمبلغ بسيط من مدخراته التي وفرها بعمله خلال تلك الحقبة واشتري بعض المعدات البدائية لتعينه علي مشروعه الصغير مؤمنا ان الله سيكون في عونه الي ان يقف علي ارضا صلبة يستطيع ان يطور نفسه للافضل في المستقبل القريب بعد انهاء دراسته الجامعية


وعل النقيض كان صادق يبحث لنفسه عن حجة تقنع والده ان لا يستكمل دراسته بالمدرسة بعد ان مرت عليه ايام كثيرة من الحرمان وعدم قدرته علي تحمل كلمات بعض من زملائه بالدراسة تهكما عليه كونه ابن فلاح من عائلة بسيطة تعيش في منزل بالطوب اللبن مما دفعه للشجار اكثر من مرة معهم ووصول الامر الي مدير المدرسة بعد ان تسبب لاحدهم باصابه مستديمة بالوجه ورفع الامر الي قسم الشرطة التي بدورها ارسلت في طلب صادق للمثول امام وكيل النيابة العامة للبت في موضوع المشاجرة والعاهة المستديمة التي قد سببها لزميله في الدراسة ولولا تدخل رجال من عائله الحاج سعيد الميهي وتعويض اسرة المصاب بكتابة قطعة ارض من املاكهم باسم والد المصاب بعد جلسة عرفيه من رجال الحي وحكمهم علي الحاج سعيد بهذا الحكم كنوع من التعويض عن الضرر الذي سببه صادق لزميله ولكي يتنازل والد المصاب عن محضر الواقعة ومن ثما انتهي الموضوع بخسارة قطعة ارض عزيزة عليهم جدا حيث ان الارض عند الفلاح مثلها مثل العرض لا يفرط فيها الا بالموت ولكن انقاذا للموقف وللبقاء علي صادق خارج اسوار السجن ضحي الحاج سعيد بالارض حرصا علي مستقبل ابنه

لم تكن نهايه المشكلة بخروج صادق من سرايا النيابة ولكن بفصله ايضا من المدرسة لمده عام علي ان يعود للدراسة بعد ذلك لاستكمال العام الدراسي النهائي للثانويه العامة ولذلك اتجه لسوق العمل في مصنع للتريكو بالمنصورة يذهب اليه صباح كل يوم وياتي في حدود الساعة الحادية عشر ليلا متعبا مهموما من ما وصل اليه بتهوره المعتاد وعدم تقدير الموقف بصورة جيدة يلعن اليوم الذي اتي به بتلك الاسرة الفقيرة ويتمني ان ياتي اليوم الذي يكون فيه صاحب مال وسلطة كي يحقق كل امانيه وطموحاته يفكر بالوجود دون ادني تفكير برب الوجود يفكر بالرزق وينسي الرازق سبحانه وتعالي يظن ان الدنيا ماهي الا حظ وظروف محيطة تسعد او تتعس الانسان ولا يفكر لحظة في حكمة الله في خلقه ونسي ان رب العباد يعطي كل انسان بقدر ويجعل الناس طبقات يكمل كلا منهما الاخر فهناك الرجل الكادح الفقير وهناك الغني الحكيم كلا منهما يقوم بدورة بالحياة امام الموالي عز وجل الفقير ينتج ويزرع ويصنع والغني يصرف ويوزع ويخطط لا يستطيع ان يستغني كلاهما عن الاخر الي ان يبدل رب العالمين الادوار كما يشاء وقتما يريد بدون تدخل من البشر في دوره ومن يحاول ان يغير واقعه متخيلا ان التغيير بيده وليس بيد الخالق فليتحمل ما جنت يداه ويستعد للعقاب الذي يجعله عبرة لمن لايعتبرفنحن بني البشر اتينا الي الدنيا لنعبد الجبار المتكبر وتمر علينا الايام شاهدين انه لا اله الا الله وان محمد عليه افضل الصلاة وازكي السلام عبده ورسوله مصلين مزكين صائمين حاجين بيت الله قاصدين رضا الرحمن وحبه ليس اكثر ومن اتخذ طريق الشيطان فعليه ان ينتظر عاقبة اختياره كما علمنا العزيز مالك الملك في كتابة الشريف وسنة نبيه

ومرت الايام وبعد حصول صادق علي الثانوية العامة ولعدم رغبته في اكمال دراسته للجامعة رغم حصوله علي مجموع يتيح له ان يدخل كلية مرموقة وعلي خلاف المتوقع منه رفض دخول الجامعة لخوفة من مواجهة اصدقائه بالدراسة مرة اخري وان يمر بتجربة مماثلة للسابقة اثناء دراسته بالثانوي العام واكتفي بالعمل في مصنع اخيه الاكبر الحاج اشرف كعامل علي ماكينة سحب البلاستيك لصنع اكياس السولوفان وانتقل بعد ذلك للعمل على مكينة القص للاكياس وبعدها اشتري الحاج اشرف سيارة ربع نقل لتوزيع الاكياس وركبها صادق ليفتح اسواق جديدة امام منتجاتهم من البلاستيك واستطاع في مدة زمنية قصيرة جدا ان يصنع ارضية كبيرة ومتسعة لمصنعهم عند كبار تجار الجملة بالمحافظة وتوسع لبقية المحافظات وكبر حجم المبيعات وازداد الطلب على منتجاتهم كثيرا مما جعل الحاج اشرف يذهب الي البنك وياخذ قرض بضمان مصنعه الصغير لكي ينشأ مصنع اكبر يشمل كافة المنتجات البلاستيكية والادوات المنزلية التي تندرج تحت بند كلمة بلاستيك

زاد الرزق واتسع وفاض الكثير من المال عندهم واشترى اشرف قطعة ارض كبيرة بالمدينة الصناعية في برج العرب علي بعد مسافة صغيرة من مدينة الاسكندرية الامر الذي ساعدهم على استيراد وتصدير خامتهم ومنتجاتهم علي السواء لقرب المصنع من الميناء وتوفير مبالغ لا باس بها من الشحن البري الامر الذي جعل كل التجار تتمني ان تتعامل معهم نظرا لجوده منتجاتهم ورخص ثمنها مقارنة بغيرها التي تاتي من المحافظات البعيدة مثل القاهرة والبحيرة جعلتهم يستحوذون علي اغلب متطلبات السوق المحلية

وبعد ذلك قرر الحاج اشرف ان يطور نشاطه ويزيد عليه انشطة جديدة بجانب التجارة عن طريق شراء الاراضي الزراعية وعمل منظومة لانتاج الالبان والمواشي والحصول علي اراضي صحراوية واستصلاحها والوصول بيها الي المرحلة الاولي وبعدها يسلمها لمن يرغب في تكملة الاستصلاح مقابل مبلغ مادي يعود علي الحاج اشرف بالربح الوفير ومن رضا المولي عليهم ان جعل الكثير من شركات الالبان المنافسة تتقدم لتطلب منهم مساحات كبيرة من الاراضي المستصلحة لانشأ مزارع بجوار مزارعهم نظرا لاحترام البدو المحيطين بالمزارع لشخصية الحاج اشرف وعدم تجرئهم علي المساس باي فرد يعمل تحت ادارته مما طمأن الشركات الكبري للاستثمار بجوار مزارع الحاج اشرف ودفع الثمن مهما كلفهم الامر تقربا منه واعترافا منهم بقيمته التي كانت تردع كل من حاول المساس بقطعة من اراضيه

واتجه الحاج اشرف للاستثمار العقاري لتوسيع نشاطاته المثمرة عن طريق بناء بعض العقارات بالمدن الجديدة بمحافظة الاسكندرية وتسليمها بمدة زمنية معينة للراغبين بالسكن المتوسط ومع توسع الاعمال اصبح صادق الامر الناهي بكل شيئ كونه مديرا لاعمال اخيه ومع تشعب الاعمال واختلافها بدا صادق يشعر بحاجته الشديدة للاستعانة بمساعدين له يوجههم ويتابعهم وينتظر تقريرا يومية واسبوعية منهم لتساعده علي الالمام بكل الاحداثيات والمعطيات الخاصة بكافة الاعمال وعليه سار نهر الاعمال في مجراه ولم يحيد عنه وانتظمت كل الاعمال واصبحت شبكة المعلومات الادارية كلها بيد صادق مهما كانت متشعبة او بعيدة عن عينه وعلي الجانب الاخر الحاج اشرف يفكر وينمي ويكبر ويوسع الاعمال وكلاهما يكمل الاخر ولا يستغني اي منهما عن الاخر يجتمعون بالمؤتمرات الشهرية يستشيرون بعضهما البعض ويجعلون الطموح كالنبراس امام اعينهم لا يفكرون باي شيئ سوي النجاح والتميز وتعويض كل سنين الحرمان والعذاب بفترة الطفولة قاصدين رضا المولي عز وجل متقربين له بالاعمال الصالحة من مساعدة المساكين واليتامى يكل انواع الصدقات العينية او المعنوية

لم يردو سائل ابدا فقد كان الحاج اشرف ينظم شهريات لكل معاق وسيدة زوجها توفي او طلقها وغير قادرة علي اعالة اسرتها وكبار السن ويبني مراكز رعاية صحية برسوم كشف رمزية وانشأ اكثر من حضانات للاطفال حديثي الولادة استوردها بالكامل من الخارج باحدث تقنيات الخدمة الطبية واجهزة الاشعة بكل انواعها والنادرة بالمدينة نظرا لارتفاع ثمنها وقلة الفنيين الذين يتعاملون معها غير المساهمات التطوعية بكافة مستشفيات القلب والكبد علي جميع انحاء الدولة ومساعدة الاسر الفقيرة في تجهيز بناتهم للزواج متكفلا بيهم حتي الزواج... انه حقا رجلا صالح ولا يوجد شخص في المدينة لا يعرفه ومحبوب من الصغير قبل الكبير وتنظيمه لاكثر من رحلة عمرة وحاج للفقراء الغير قادرين بعد دراسة حالتهم واختيارهم بعناية حتي يعطي الحق لمن يستحقه

انتبه صادق لصوت بندول الساعة وهو يتمايل يمينا ويسارا ويصدر صوتا كالمطرقة من شدة الصمت المحيط به واستفاق من ذكرياته فجاءة علي دقات الخامسة صباحا بعد ان شرد عقله للماضي القريب مسترجعا كل الاحداث ينظر من نافذة الغرفة ليجد اخيه الحاج اشرف يجلس بالحديقة يرتل القرآن كعادته الصباحية اليومية فانطلق متجها اليه ليفتح معه الموضوع مرة اخري وقد كان اشحب الوجه بعيون يملئوها الحزن والانكسار يقف في دقيقة من الصمت امام اخيه ينظر الي عينه راجيا منه الرضا وقبول ما رفضه سابقا وبدء حديثه بقول :اخي وابي وكل شيئ بحياتي انا ارجوك ان ترضى عني وتسامحني كن كل ما مضي ارجوك ان لا اشعر اني سعيد وانت غير راضي عني اريدك ان تحقق لي حلمي بارتباطي بخديجة وتنسي وتسامح وتجعل في قلبك الرحمة والمغفرة كما هو طبعك دائما فرد علية الحاج اشرف بصوت مليئ بالاسي علي اخية وكيف انه اهمل اعماله واصبح لا يفكر الا بخديجة اغا قائلا له:يا صادق الموضوع ليس اني لا اريد ان اسامح او اغفر لهم هم لم يضروني بشيئ انا اخاف عليك انت واخشي ان يكون اختيارك خطأ صدقني انا لا اكن لاحد اي كره ولا يهمني امرهم باي شكل من الاشكال كل ما يهمني هو مستقبلك انت يا حبيبي ارجوك ان تفهم وتعي مدى خوفي عليك فنحن اثنان لا ثالث لهما وحياتنا كلها مرت امام اعيننا ونحن اقوياء وانا اريدك ان تبقي قويا كما كنت دائما ولك ما تريد الاهم هو ان تكون سعيد وربي يوفقك باذن الله

بكي صادق واحتضن اخيه الاكبر مندهشا من سرعة استجابته للموضوع بتلك الطريقة ولم تكن الدنيا تسعه من شده الفرحة والسرور وهو لم يعلم ان اخية لم يستطيع ان يمنع عنه شيئ هو يرغبه ويريده رغم ان كل الاحداثيات والمعطيات المحيطة بذلك الموضوع تدخل الخوف والقلق الي قلب اي انسان عاقلا وخصوصا بعد ان اتصل حارس شاليه الاسكندرية بالحاج اشرف لكي يطلعه عن ما حدث من اخيه صادق عندما احضر معه سيده لما يكن وجهها معروفا له وطريقة كلام صادق معه الامر الذي جعلة يفكر ان يترك العمل معهم حفاظا علي كرامته بعد ان اهانه صادق امام تلك المراة بدون ادني احترام لفرق العمر بينهما وعدم اكتراث صادق او حتي تذكره لفضل الرجل عليه وهو طفل فقد كان هذا الرجل جارا لعائلة صادق عندما كان يسكنون البيت القديم قبل ان يوسع الله عليهم كانو يجلسون معه كل ليلة يتسامرون ويضحكون سويا هو اولاده وكان يقف دائما بحوارة في كل مشاكله مدافعا عنه امام الجميع ولكن للاسف تنكر صادق لهذا في لحظة لارضاء شيطانه الجديد

كانت صدمة للحاج اشرف ان يسمع ذلك الكلام وتخيل ان شيئ ما قد حدث في تلك الليلة وعلي حد علمة ان اخية ربما قد اخطاء معها اولا في حالة انه اختلي بتلك المراة في مكان بعيد اصبح من الواجب والضروري ان تكون من نصيبه وقدرة ويجب ان يتزوجها حفاظا علي شرفها وشرف اسرتها هذا ما جعل اشرف يوافق علي تلك الزيجة بسرعة وليس كما حللت الانسة خديجة الامر لصادق عندما اتصل عليها ليخبرها بفرحته المفرطة بقبول اخيه ان تتم الزيجة عن اقتناع منه بذلك

فردت عليه بقولها:كان من الضروري ان يوافق فهو يخاف علي اعماله وممتلكاته منك فكل شيئ بيدك وانت الوحيد الذي يدير كل شيئ وبدونك يضيع ويفقد السيطرة يا حبيبي لاتجعل مشاعرك تخدعك تلك هي الحقيقة وانهت حديثها بضحكة مطولة مما جعله يتلعثم ولا يستطيع ان يرد علي كلماتها ومن الواضح انه صدقها كعادته فهو سلمها قلبه وعقله متخيلا ان كل شيئ تقوله هي الحقيقة نظرا لخبرتها بالبشر ووجودها بمحيط مطلع علي كل مجريات الاحداث فهي تعرف الكثير والكثيرعن الناس وعن انماطهم واساليبهم الملتوية كما اقنعته هي فقد مر امام عينيها العديد من المشاكل وهي استطاعت ان تحللها وتتخذ القرار السديد في حلها هذا ما كانت تسعى له بان يكون هناك ادوار مقسمة فيما بينهما فدورة السعي للرزق والكد عليه وترك امور الناس والعلاقات الانسانية لها فهي سيدة البروتوكولات والحفلات والموضة وهي من تحدد من يبقي بحياتهم ومن يجب ان يتواري عنهم تغير وتبدل تنزع القديم والماضي لتحل بيه الجديد والمطور مهما كان القديم يحمل معه اجمل لحظات حياة زوجها فهذا شيئ لا يشغل بالها علي الاطلاق

قصص واقعية
قصص حقيقية
قصص حب حزينة



قصة ليالي الشوق الفصل الثاني


بالفعل كانت وجهة نظر اخيه موضوعية مفسرة وتحليله لشخصيتها قد اقترب كثيرا من حقيقتها فهي تلك المرأة التي نشأت علي التعالي والتكبر بسبب تربيتها التي اثرت بطريقة سلبية علي سلوكها ولم ياتي ذلك من فراغ فقد كان والدها المستشار حفني من اكثر الناس تقربا لرجال السلطة والقضاء والشرطة وبعض من رجال الاعمال حيث كانت تربطهم شبكة مصالح مشتركة تجمعهم في اغلب الاوقات علي الانتفاعية والانتهازية وخصوصا في الفترة الاخيرة من تواجده بمجال القضاء وبعد ان ذاع صيتة بالمدينة وعرف بكونه مستشار رجال الاعمال مما اثار حفيظة كثيراً من زملائه بالسلك القضائي واصبح من الشخصيات المنبوذة فيما بينهم وغير مرغوب فيه ادي بدورة الي نهاية حتمية لتاريخة كرجل قضاء حيث صدر قرارجمهوري باعفائه من مهامه كمستشار قضائي نظرا لكثرة القضايا الموجهة ضده للنائب العام ووزير العدل والمرفوعة عليه من اكثر من جهة للوضع في الاعتبار استغلاله لمهام وظيفته وعدم الاكتراث بمبادئ وقوانين القضاء واليمين الذي حلفه بان يكون مخلصا لمهنته ومكبا علي خدمة الوطن ولكن ضرب بكل هذا عرض الحائط خاتماً بذلك حياته القضائية الي الابد حتي يكون عبرة لغيرة من كل انسان باع ضميرة واشتري نزواته ورغباته بتحقيق الربح المادي السهل والسريع عن طريق انصاف الظلم علي الحق مقابل مبالغ ضخمة يحصل عليها لتوجيه حكمه كقاضي لمصلحة كل من يدفع اكثر

وعليه اكتفت السلطة القضائية باخلاء كل مسؤلياته ومهامه وافساح الطريق للشرفاء لاستكمال مسيرة القضاء الشامخ والعادل مما مهد له ان يبدا من جديد كرجل اعمال يستغل علاقته السابقة بمن هو علي نفس منواله بالنسبة للامور المادية وحب جمع المال مهما كانت الطريقة وباي وسيلة ممكنه تتيح له الوصول لمبتغاه وبذلك اذدات ثروتة وكثرت قصورة وفيلاته المنتشرة بكل انحاء المعمورة والاراضي الزراعية والصحراوية التي حصل عليها بقروض من البنوك بدون اي ضمانات معتمدة وعدم اكتراثة بتاتا بتسديد هذه القروض نظرا لتوسع مجالات عمله باكثر من اتجاه وتكليفه لاناس ذو ماضي ملوث بادارة اعماله مثله تماما مما اتاح الفرصة اصبحت متاحة لاكثر من نذل ان ينتهز الفرصة ويحصل علي الاموال ويفر بيها الي الخارج ويترك المستشار لكي يواجه مصير الضياع من بعد ان بدأت البنوك تطالب بالتسديد الفوري واما الدفع واما الحبس فكانت صدمة كبيرة جدا للمستشار حفني اغا سليل العائلة الارستقراطية ان تكون نهايته بتلك الصورة المشوة وحاول اكثر من مرة الهروب الي الخارج ولكن كل المحاولات بائت بالفشل نظرا لان رجال الاعمال كانو يسعون ان تستقر كل الإدانات بحقيبته ويحملها وحيدا ويظلوا هم بعيدين عن الاعيون حتي تستمر حيالهم واستفادتهم من خليفته من بعده


وتستمر الحياه ويخسر بذلك كل شيئ وتقوم البنوك بالحجز علي ممتلكاته وممتلكات المقربين له سواء زوجته او ابنائه ودفع غرامات ومتاخرات بمبالغ كبيرة ادت بيه الي الافلاس تقريبامع بعض الديون الكبيرة حتي يستطيع ان ينجو بنفسه من السجن واستقر بيه الامر بفيلا صغيرة تقع علي اطراف دمنهور يعيش فيها مع اسرته المكونة من زوجته واثنين من الصبيان وصغيرته خديجة اخر العنقود التي كان يلبي لها اي طلب مهما كان المهم اسعادها مهما كلفه الامر ومن خلال هذه الاحداث كلها كبرت خديجة لاتعرف في دنياها غير والدها الذي كان يهيئ لها الدنيا وكانها ملك لها وان كل من حولها هم مجرد اشخاص مسخرين لخدمتها وخدمة رغبتها وعليه لم تشعر يوما بالام الناس او معانتهم ظنا منها ان الحياه فقط حي الحياه التي تراها من خلال اعيون والدها واسرتها مما جعلها مفصولة تماما عن الواقع الذي اصبحت تعيش به بعد تغير مستوي معيشتها هي واسرتها واصرارها بان تظل خديجة حفني اغا ابنة المستشار السلطوي الذي لايستطيع احد ان يقف ضد رغباته هو فقط وليس احد غيره

اصبحت مريضة بالكبر والغررور ولذلك كان رد فعلها الغير متوقع مع صادق من قدم لها الخير وهي صفعته بكلماتها الغاضبة والمتعجرفة بدون ان تشعر لان تلك طبيعتها عدم الوفاء للمعروف ولكن احيانا تعيد النظر في تصرفتها بناء علي الااحداثيات الجديدة ورغبة في ان تغير الوضع للافضل وعنه قررت الانسة خديجة ان تتراجع عن ما بدر منها بعد ان علمت من خلال اصدقئها ان صادق هذا هو الاخ الاصغر ومدير اعمال للحاج اشرف صاحب اكبر مصنع بلاستيك وصاحب عقارات واراضي جعلتها تراجع نفسها وتحاول ان تتقرب من ذلك الشاب المعجب بيها بشدة وتحاول جهدتا ان تتقرب منه فاتصلت باحدي صديقتها متصنعة الندم عن مابدر منها بحفلة الزفاف مع صادق ومتمنيه من صديقتها ان تساعدها علي تنسيق لقاء يجمعها بذلك الشاب الثري مرة اخري وبالفعل اقتنعت صديقتها بعد تمثيل دور النادمة باتقان شديد مع بعض من دموع التماسيح وسعت صديقتها سالي لان تتحدث مع اخيها صديق صادق ان ينقل له رغبة خديجة في ان تراه بموعد في اي مكان يحدده هو وقد كان اللقاء الثاني اقل اضطرابا من السابق وتبادل كل منهما الحديث المطول حتي اذان المغرب من جلسة استمرت قرابة الخمس ساعات تقريبا بنادي الشرطة جمعتها هي وصادق وسالي ومعتز صديقه واخو سالي صديقتها

بدات الحوار في بادئ الامربالاعتذار عن ما بدر منها وانها لا تعرف حتي الان السبب الحقيقي الذي جعلها تتصرف بتلك الطريقة معه علي الرغم ان بداخلها كان يريد ان يشكره ولكن نطق لسانها شيئ اخر جرحه وتصنعت الندم علي هذا الموقف وشعر صادق في تلك اللحظة بانه في منتهي السعادة كونها الانسانة الوحيدة التي اعجب بها وهي من بادرته بالحديث عن مشاعر التقدير والندم وبالفعل سامحها ونسي الجرح وقرر ان تكون بداخله مشاعر جديدة تكن لها الحب والعطف وهي كانت تكن له الفخ والرغبة بالوصول عن طريق ارغامه علي الارتباط بيها باي وسيلة لان في علاقتها بيه ستستفيد كثيرا وتحقق احلامها بعد ضياعها مع مستقبل والدها المظلم واصبح كلا منهما يغني علي ليلاه وبالتالي لم يصارح بعضهما بما يدور بداخلهما من مشاعر وافترقا بعد اللقاء والطرفين يحلما بالقاء الاخر ومتي يكون موعدة واين سيكون اسئلة متعددة دارت بوجدانهما ولم يكن هناك رد سوي نظرات الفراق والقلق من غدا الله وحده الاعلم به

استيقظ صادق في صباح اليوم الجديد علي رنين الهاتف الارضي واذا بصوت العندليب عبد الحليم حافظ يغني اشتقت اليكي فعلمني ان لا اشتاق وقد كانت تلك الاغنية بالحانها الجميلة العذبة من كاسيت الانسة خديجة تسمعها له كنوع من التعبير عن مشاعرها المزيفة اتجاهه ولكن للاسف سقط صادق بالفخ وصدقها وصارحها بمشاعرة الفياضة لها وطلب منها تحديد موعد اخر للقاء يجمعهم سويا لحالهما بدون اصدقاء وكان اللقاء في تلك الليلة بالاسكندرية علي شاطي الهنوفيل نظرا لوجود شاليه يخص اخوه الحاج اشرف هناك ,ومن ثما التقي هناك وقضي يوم في منتهي السعاده علي الشاطئ صباحا وذهبا لتناول وجبة العشاء بمطعم شهير جدا ومعروف عنه انه مطعم الاثرياء كان معتاد صادق علي ان يذهب له مع اخيه الاكبر عند وجودهما بالاسكندرية لنهاء بعض الاعمال الخاصة بالمصنع ولذلك تعرف عليه اصحاب المطعم ورحبو به كثيرا وساله احدهم اذا كان الحاج اشرف موجود بالسكندرية ام لا لتجهيز وجبة العشاء له كعاتهم معة في كل مرة يكون بيها هناك مما اثار حفيظة الانسة خديجة جدا وانفعلت وبدات بالحديث الي صادق هامسة له بالقول نه لا يصح ان تكون انت بالمطعم ويسالك عن اخر فرد عليها صادق باستغراب شديد من كلمتها قائلا الاخرهذا هو اخي فردت عليه قائلة انت مثلك مثله لاتجعلهم ينظرون اليك علي انك تابع فانت من يدير العمل وليس هو وكل شيئ علي اكتافك وصحتك ولولاك ما اصبح عنده شيئ هو كبر بيك وليس بمجهوده لحاله انت الذي يتعب ويكافح فقط وهو يكسب بدون تعب والمال بدون ادارة لا قيمة له من الضروري ان تكون معتز بنفسك وتعرف قيمتها انت لست صغيرا لتكون في الادوار الثانوية

فنظر اليها واستمر بالتحديق في عينيها معجب بكلمتها التي كانت بمثابة السواط الاذع والذي بوقع ضرباته افاقه من ثباته قناعته الاولي وبداء يداعب مشاعر الانانية بداخله سالا نفسة : كلماتها جديدة علي اذني براقة ساحرة فهي لفتت انتباهي لاشياء اتعامل معها بالطبيعة ولكن من الواضح ان كلمتها تلك هي الحقيقة التي كنت اتجاهلها من مدة كبيرة واصمم علي تخطي رغبتي بالظهور لماذا اظل بعيد عن الشمس متمسكا بدوري كمساعد وليس كلاعب اساسي في حياتي وفي نفس اللحظة اللتفت الي موظف المطعم موجها كلماته بصيغة الامر والكبرياء قائلا :ارجو ان لا تسالني عن شخص غير وموجود معنا الان واذهب لاحضار الطعام بدون ادني حديث اخر معي ويكفي اني لم امضي واترك المطعم ولا اتي اليه بسببك ارجو ان تضع بالاعتبار ان هناك حدود للحديث معي فلا تتخطاها

وبتلك اللحظة فقط اطمأنت خديجة علي مستقبلها مع صادق وان صادق سيصبح خاتما باصبعيها الصغير تلبسه متي تريد وتخلعه متي تريد وابتسمت ابتسامة فيها نشوة الانتصار وكانها جولة في معركة ربحتها بالكلام وليس بالافعال كما سياتي فيما بعد وظل الاثنين يضحكون ويتحدثون الي ان قربت الساعة من الثامنة مساء فطلبت منه خديجة ان تلقي نظرة علي الشاليه الذي حلمت به في احلامها كما اقنعت صادق انه كان عشيقها في يوم من الايام بذلك الشاليه المطل علي شاطئ البحر في احلامها وبالفعل صدقها واخذها هناك ممسكا بيدها المرتعشة والتي كانت ترتعش ليس حبا فيه ولكن فيما هي مقدمة عليه معه بتلك الليلة فقد خططت للايقاع بيه بشباك لا يستطيع ان ينجو منها ابدا وبالفعل ذهبت معه وتركت سيارتها بجوار المطعم وركبت سيارته متجهة الي هناك متخلية عن ما يقوله الشرع والدين والقيم الانسانية البسيطة متخطية كل الطرق الوعرة للوصول لمبتغاها وعند الوصول الي الشاليه وجدا الحارس الخاصبالمكان الحاج نجاح ينادي علي صادق ويقول له :الحمد لله علي سلامتك يا صادق باشا والف مبروك الزواج المبارك ولكن كيف تتزوج ولا تقوم بدعوتي لحضور زفافك ولماذا لم تتصل بنا كي نجهز المكان وننظفه لاستقبالك انت وعروسك المصونة فابتسم صادق ونظر الي خديجة فوجدها تشير اليه بعينها غاضبة من كلام الحارس ففهمها وطلب من الحارس ان يدعة من الكلام الفارغ ويذهب ليقوم بعمله ويفتح الباب صادما الحاج نجاح بتلك الالفاظ التي لم يتوقعها من طفلا كبر علي يده عندما كان جارهم بالبيت في صغره واقتعه الحاج اشرف ان يعمل معهم بعد اوسع الله عليهم واشترو هذا الشالية وبعض الاراضي بجوارة تحتاج لمن يحرسها فوقع اختيار الحاج اشرف عليه ولكن للاسف انكسرت فرحة الرجل بقدوم صادق وكلمات صادق الغليظة وذهب وفتح الباب وهو في ذهول مما صار واغلق صادق الباب بوجهه بقوة مما استفزه ان يذهب الي سكنة بسرعة غير مهتم بما سيجري بالشاليه في تلك الليله.

وعند اغلاق الباب القت خديجة بنفسها بين احضان صادق ممسكة بيده واضعة ايها علي خصرها لتشجعه علي ان يلمسها ويتحسس جسدها سيئ فشيئ مما جعله غير مسيطر علي نفسه حيث بداء بالفعل في تقبيلها وفي تلك اللحظة انتهزت الفرصة وبكت بين احضانه قائلة :الي متي سنزل معذبين بهذه الطريقة انا لن اتحمل البعد عنك من بعد الان اني ارغب ان تكون زوجي كيف ستكون الطريقة التي سنقنع بيها اسرتينا بتلك الزيجة حيث انه قد صارحها ان اخوه نصحه بالابتعاد عنها وهي ايضا اقنعته ان والدها من المستحيل ان يوافق عليه وخصوصا لعدم اكمال تعليمه واكتفائه بالثانوية العامة وايضا لكونها من عائلة ارستقراطية من المستحيل ان تقبل من هو من عائلة متواضعة مثل عائلته فرد عليها صادق :انا افعل المستحيل من اجل عينيكي ومن اجل ان تكوني معي لاخر العمر فطلبت منه ان يصارح اخيه بانه قد تعلق بها جدا وانه لايستطيع البعد عنها لاي سبب مهما كلفه الامر وهي بدورها ستقوم بنفس الموضوع مع والدها الذي لا يتواري عن تحقيق كل ما تحلم به باي شكل من الاشكال بشرط ان يحقق له صادق كل طلباته بالنسبة للاتفاقات التي تخص التجهيزات للعرس من اساس وفراش ومؤخر صداق ومهر وخلافه وتامين مستقبلها معة بكتابه احدي العقارات التي يمتلكها هو باسمها مدعية انها لاتطمح في كل هذا بل هي تريد ان تكون المغريات كبيرة لوالدها كي يوافق علي زوجها من صادق وينتهي بهما الامر الي ان يكونو مع بعض تحت سقف واحد يجمعهم بدون الحاجة لسرقة لقائت سريعة بدون امل في الحياة سويا وبذلك تتم الزيجة رغم انف الجميع وبمباركة كل افراد عائلتها .

اقتنع صادق بفكرتها تماما واحس انها صادقة بمشاعرها اتجاهه واستعد داخليا للتحدي واقناع اخوه بالفكرة وطلب منها ان تظل في تواصل دائم معة عن طريق التليفون وان تطلعه علي كل تطورات الموضوع عندها بالبيت وهو بدورة يطلعها ايضا عما يحدث عنده كي يستطيعا سويا تخطي اي عقبات تظهر امامهما فنظرت الي عينه بلهفة شديده وقبلته بقوة محيطة بزرعيها عليه في نار من الحب والولع ملقية براسها علي صدره مصرحة بحبها له مما دفعه لان يزيد من تجراه عليها وتحسس كل مفاتن جسدها ممسكا نفسه بقدر الاستطاعة ولكن الشيطان الذي كان ثالثهما لم يمكنه من ذلك فكانت الفاجعة وانتهي اللقاء بفقدها لعزريتها كما كانت ترغب حتي لايستطيع ان ينجو من شباكها ويظل نادما عما فعله بها مصمما علي الزواج منها مهما كلفة الامر من تضحيات غير عابئا بفكرة انها سلمته نفسها ولم تحترم شرف ابيها واخوتها الرجال ولا عائلتها انها الانسانة الوصولية الخادعة لا تحترم غير نفسها ورغباتها الجامحة .

وبعد الانتهاء من ما صار قامت ولملمت اغراضها من ملابس وجلست تبكي بدموع خداعة نادمة عما حدث لائمة لصادق تهوره عليها وانانيته في امتاع نفسه بيها دون الوضع في الاعتبار مصيرها بعد تلك الليلة وانه لم يحافظ علي ثقتها به ولم يقدرهذه الثقة وقد كانت لعبة الموت بالنسبة لها حيث ان ما فعلته كان سلاح ذو حدين اذ كان من الممكن ان يتنصل صادق مما اقترفه بها ويتحاشها بعد ان نال مبتغاه منها ولكن استغلت تلك المرأة الوقحة سذاجته وبرائته وارغمته علي كتابة ورقة عرفية يعترف فيها انه زوجها امام الله بخط يده كي تضمن ان يكون فخها محكم ولايستطيع ان يفر منه ابدا وفي حالة ان جد جديد من صادق تظهر الورقة العرفية لابيها وهو من سيتعامل معة
احس صادق بندم كبير جدا بعد تلك الليلة ولم يستطيع ان يتملك نفسه من التوتر والانفعال حيث انها تجربة كانت جديده عليه ولم يتخيل لحظة ان يتطور الموضوع بينهما بهذه الطريقة الي هذه المرحلة وطلب منها ان يظل هذا سرا حتي تتم الزيجة باسرع وقت ممكن وخط لها الورقة العرفية وهما في حالة من الخوف من المستقبل الغامض وما ستحمله الاحداث لهما من جديد وانطلقا كليهما الي خارج الشاليه الي السيارة ولم يشعورا بمرور الوقت وكيف قاد كلا منهما سيارته الي المدينة بعد ان انفصلا مرة اخري عند سيارتها امام المطعم وانطلقا مسرعين الي دمنهور لانها قد اخبرت والدها بذهبها في رحلة الي الاسكندرية تابعة لشركة سياحية تخص والد احدي صديقتها وكالعاده لم يخطر ببال والدها انها تخدعه فوافق بمنتهي السهوله وعند وصولها البيت لم تجد بيه احد غير الخدم وصعدت الي غرفتها وهي في سعادة من اكتمال الصورة التي خططت لها وظلت تضحك طوال الليل سعيدة بماوصلت اليه وما حققته بفعلتها اللعينة غير مكترثة بما حدث وامام عينها فقط المال والقصور والاراضي

علي العكس من ذلك كان صادق الانسان المخدوع فيها وفي مشاعرها وكانت لحظة لقائه باخيه اصعب اللحظات عليه لانه اعتاد علي ان يصارح اخيه ولا يخفي عليه اي شيئ مهما كان واستقر بوجدانه كلماتها الشيطانية بانه حر وليس تابع لاحد ولا يستطيع احد ان يمنعه عما ينوي ان يتمه فاستجمع نفسه وطلب من اخيه ان يتحدثا سويا في موضوع شخصي وضروري ان يقصه عليه اندهش الحاج اشرف من طريقة اخيه في الحديث اذ انه لم يحدث قبل ذلك ان انعزل كلاهما عن افراد العائلة للحديث بانفراد في اي شيئ يخص حياه كلاهما ولكن ثمة جديد طارئ بحياة الاسرة الهادئة انها الافعي المجلجلة قد قلبت كل قواعد البيت الدافئ وحولته الي مكان للصراعات والمشاحنات التي لا تنتهي وبالفعل دخلي الاثنين ال غرفة المكتب وبداء صادق بالحديث انه قد قرر ان يتزوج من ابنة المستشار التي احبها كثيرا وتعلق بيها فكانت صدمة علي اخيه ان يسمع منه هذا وبدا ينفعل طالبا منه ان ينسي الموضوع ولا داعي للكلام فيه لان سمعة ابيها وفضائحة تملاء الدنيا فكيف له ان يضع يده بيد من تلوثت سمعته بكل انواع الفضائح والكوارث وما لبس ان ينهي كلماته الصريحة حتي قطع حديثه اخوه الاصغر بانه سيتزوجها حتي لو لم تكن رغبته ورغم انفه فاندهش الحاج اشرف من كلمات اخيه وطريق حديثة الجديده عليه بقلة احترام وادب من اخيه الاصغر ولم يستطيع ان يكمل الحديث معه وترك الغرفة ورحل الي غرفته تاركا اخيه في صراعات داخليه مابين حبه ورغبة اخيه في الوقوف ضد حلمة الوحيد ومع ارتفاع الصوت استيقظ كل الخدم يتسالون عن سبب ارتفاع صوت الحاج اشرف الذي كان من النادر ان يرتفع في المنزل في تلك اللحظه خرج صادق مطلا من الطابق الثاني بالفيلا موجها كلامة بمنتهي القسوه اليهم بان يدخولو الي غرفهم ولا يتسالون عن شيئ لايخصهم ماذا والا لن يستمرو بالبيت وسيفصلون من عملهم وبالفعل انصاغ الجميع الى اوامره وانسحبو من المشهد

ورجع مرة اخري صادق الي غرفته وهو يتمتم بكلمات الويل والوعيد لمن سيقف في طريق سعادته مهما كان هو انه شيطان وقد استقر بالبيت حملته للبيت بنت المستشار البيت الذي كان مثل الجنة قبل ان تظهر بحياة صادق تلك المراة البغيضة التي دمرت علاقة الاخوه بكلمتها التي يملؤها السم والكراهيه وكانت استجابة صادق للسم سريعة جدا وتمكن المرض منه سهلا جدا نظرا لقابليته واستعداده للاستجابة هذه هي الحياة مليئه بالمفارقات الغريبة والخير والشر سيظلون في صراع الي يوم الدين فمن الضروري ان يكون هناك شر حتي يتعظ الناس منه ويعرفون قيمة الخير الذي منحه الله للانسان فيقوم كلا بدوره من يتقي الله يجعل له مخرجا من الشر ومن اراد البغضاء والمنكر ولم يتوب ازداد تعلقا و اصرارا عليه مادام لم يرتجع عنه فهي لحظة المفارقة بين الحق والباطل واما انت تختار طريق الخير واما تخطار طريق الضلال

هكذا تعلمنا من ديننا من اشتري الدنيا وباع اخرته هو من سقيضي علي نفسه بنفسه وهذا بالفعل كان اختيار صادق الذي تسلسل علي اختيارة فيما بعد الكثير والكثير من الاحداث والصراعات التي تصب كلها وبدون استثناء في خدمة الشر واذنابه جاعلا شيطانه فوق راسه يلقنه كيف يتصرف وكيف يعامل كل المحيطين بيه بدون وضع في الاعتبار مكانتهم عنده كلهم عنده واحد العدو والصديق القريب والبعيد لا شيئ مادام لا ينفعه يظل في صفحة النسيان عنده يسترجعه متى اراد ويلفظه كيفما اراد تلك النزعة التي طرأت عليه بعد تقربه من سيده القصر الجديده انها هي من ستكتب بخيوطها العنكبوتية علي الجميع ان تتغير حياتهم وتتلون بالسواد بعد ان كانت بيضاء ناصعة لم يلوثها احد غير وجودها وكينونتها المنبسقة كالافاعي الي داخل جدران حياتهم بدون استاذان جابرة الجميع علي وجودها مثل المرض العضال الذي لا علاج منه سوي البتر ولكن للاسف حتي البتر في هذه الحاله اصبح من المستحيل بعد ان تملكت من صادق وجذبته اليها بدون ادنى وعي او فهم لحقيقتها الخداعة ودون تقدير فعلي منه لشخصيتها المتصارعة مابين ماضيها وحاضرها المقيت ولم يفيق ولو لحظة واحده يراجع نفسه اوحتي سائلا لما سأت الامور بهذا الشكل بعد ظهورها بحياته

قصة ليالي الشوق الفصل الاول



في صباح يوم الاربعاء بعد ليلة كانت شديدة البرودة استيقظت الانسة هند علي اصوات القطط تموء من شدة الجوع بالخارج فاسرعت متجهة الي المطبخ لتنظر من خلال نافذتها المطلة علي حديقة المنزل الذي تقيم به وحيدة نظرا لوافاه والدها الحاج اشرف سعيد الميهي وقد كانت الشمس تشرق باستحياء شديد لبرودة الجو فوجدت العديد والعديد من القطط وقد تجمعت كعادتها اليومية منتظرة عطف وحنان هند عليها الذي لا ينقطع فقد كانت هند شغوفة جدا بحب الحيوانات واطعامها يوميا بدون كلل او ملل وذلك لطبيعة تربيتها والاخلاق التي زرعها فيها والدها.

نظرت هند الي القطط وقررت ان تاتي لهم ببعض شطائر الخبز مع الحليب وتضعة بطبق كبير من الخشب دوان ادني تفكير ان كان الحليب سوف يكفيها او لا بعد ان تطعم القطط وهذة كانت طبيعتها,التفاني في خدمة الاخرين حتي لو كانو حيوانات ضعيفة فمابالك بمعاملتها للبشر المحيطين بعالمها وبالفعل وضعت الطبق امام باب المنزل فقدمت القطط بلهفة شديده من شدة الجووع والعطش والتهمت الطعام وهي تنظر بعين من الثناء الي عين الانسانة الوحيدة بذلك الحي المهتمة بهم وفي تلك اللحظة ادارت هند نظرها في اتجاه منزل جارها الاستاز خالد والذي كان يراقب الاحداث باستغراب وتعجب من تصرفات جارتة التي لاتترك احد بدون ان تعطف عليه وتواضعها الشديد رغم انها من عائلة ثريه جدا وتمتلك بعد وافاه والدها مصنع للبلاستيك ضخم يقع بالمنطقة الصناعية ببرج العرب بمحافظة الاسكندرية ينتج العبوات البلاستيكية بمختلف انواعها والعديد من الاراضي الزراعية التي تركها والدها لها بعد ان اتفق مع المحامي الخاص بيه علي ان يحرر لابنته الوحيدة عقد بيع كل ممتلكاته لها وهو علي قيد الحياة كي يطمان علي مستقبلها من بعد وفاته وان لا يتعرض لها اي فرد من افراد العائلة وخصوصا انه لم يرزق بولد وذلك التصرف لم ياتي من فراغ فقد كان الطامعين في الميراث الذي يخصها كثيرون واولهم عمها الحاج صادق سعيد الميهي والذي كان شريكا لوالدها بالمصنع وقرر ان ينفصل عنه ويبني مصنع اخر نظرا لكثرة المشاكل وعدم التفاهم فيما بينهم نتيجة لكثرة تدخل زوجة الحاج صادق بالعمل ومكاشفتها ومصارحتها لاخو زوجها بلحظة غضب نتيجة بعض الخلافات بالعمل وادارته ,انها لا تري اي سبب يجعلهو متمسك بحقوقه في ادارة المصنع لان الواقع يفرض عليه ان اخوه الاصغر سوف ياخذ كل ما يملكهة من بعد مماته نظرا لكبر سنة وتزوجه بسن كبير وانجابه لطفلة بنت لا ترثه لحالها لعدم وجود ولد زكر من بين اولاده وعليه لا داعي بان يتدخل في ادارة العمل وان يترك الادارة لزوجها واولادها ولا داعي للصراع علي السلطة بالمصنع ام عاجلا او اجلا كل المصنع والاراضي ستكون من نصيب زوجها واولادها مما اثار غضب الحاج سعيد جدا وتسبب له بزبحة صدرية دخل المستشفي عليها وقبع بالعناية المركز حوالي الشهر مابين الحياة والموت الي ان اراد الله سبحانه وتعالي ان ينجيه من تلك الاذمة الصحية

الصعبة جدا عليه وعلي بنته الرقيقة الحنونة هند والتي كاد ان يشت عقلها خوفا علي والدها الطيب العطوف الكريم الذي لم يمد يده يوم ليؤذي احد علي النقيض منه كان اخوه صادق يتلذذ بالبحث عن الطرق المتعدده لازلال البشر والتنكيل بيهم معتزا بعزوته ورجاله البلطجية الذين يعطيهم اجور شهرية لحمايته من اعدائه وكل من يقف في طريقة كانو اليد القذرة له وقد انطبع سلوكه هذا علي اولاده الاربعة حيث انطبع بداخلهم حب النفس والانانيه حتي فيما بينهم واستعمال الغدر والبطش بكل من يقف في طريق تحقيق امانيهم وذلك كان الدافع الاساسي لان تنتهي الشاركة ما بين الاخوان سعيد وصادق وبالفعل تم الانفصال واخذ صادق اغلبية المعدات والميكانات لمصنعة الجديد تاركا مصنع اخيه يعمل بمعدات قليلة جدا ولكن بالصبر والنزاهة والاخلاص بالعمل استطاع سعيد ان يعيد المصنع الي افضل حال واستورد معدات حديثة جدا وفرت بالخامات المهدرة والعمالة مما ادي الي سرعة استرجاع وضعة الاول كاول مصنع بلاستيك بالمنطقة الصناعية وذاع خبر المنتجات الجيدة التي يوفرها المصنع لوجود معدات حديثة جدا تستعمل احدث التقنيات التكنولوجيا في انتاج العبوات حتي تصدر مصنع الشرق للبلاستيك الصدارة في التصنيف الدولي لانتاج العبوات اليبلاستيكية بكل احجامها من الالف الي الياء وذلك كله عاد علي الحاج سعيد بالمال الوفير مما اسال لعاب زوجة اخيه ان تطلب وبدون ادني خجل ان تكون هند من نصيب احد اولادها الصبيان وهو اخرهم من اربعة هو الوحيد المقارب في العمر منها ويذيد عنها بعض الاعوام فقد كانت هند بالخامسة والعشرون من عمرها عند تقدم ابن عمها رجب لخطبتها وكان يكبرها بحوالي عامين وبالفعل وافق الحاج سعيد علي الخطبة وهو يشعر بعدم رضا داخليا بتلك الزيجة ولكن نظرا لانه كان انسان محترم ويخاف ان يفرق قرارة بعدم القبوال بان تكون النهاية لعلاقته باخيه الي الابد ظنا منه انه ربما يتغير من ناحيته ويتوقف عن الحقد والحسد الذي كان يجاهره بيه بعض الوقت نظرا لتفوقه الشديد بالعمل في نفس مجال العمل الذي يعملون بيه سويا ,واعترضت هند كثيرا علي هذه الخطوبة وشرحت لابيها ان رجب لا يختلف كثيرا عن والده في السلوك بل يكاد ان يكون اسوء منه بالنسبة لسلوكة العدواني حيث انه لم يترك احد الا واقام معه عداوة ونزاع بدون ادني سبب غير انه يكره الناس ويتكبر عليهم مثله مثل والدته السيدة خديجة حفني اغا والتي نشأت في اسرة ثرية جدا ذات سلطة سياسية وقضائية بمدينة دمنهور وبعد ان تم زوجها من الحاج صادق من قرابة الخمسة والثلاثون عاما واجهت انتقاضات حادة من اسرتها الارستقراطية لزوجها من رجلا نصف متعلم لم يحصل علي شهادة عليا واكتفي بحصوله علي الثانوية العامة لانشغالة بالعمل في مصنع البلاستيك الخاص باخيه الحاج اشرف الذي ترك كل امور ادارة المصنع بيد اخوه دون محاسبة او مراجعة حيث كانت الثقة فيما بينهم لانهائية وبالصدفة البحتة تعرف صادق علي خديجة في حفل زواج احد اصدقائه بمدينة دمنهور ولم يستطيع ان ينسي كم كانت جذابة في ذلك اليوم وتعلق بيها بعد ان لفتت نظره لها بنظارتها الهائمة له اثناء حفل الزفاف حيث انقذها من الانزلاق الي حمام السباحة الخاص بقاعة الافراح بعد ان داست علي طرف فستانها السواريه احدي صديقاتها بدون قصد لطول زيل الفستان الذي كان يزحف ورائها علي الارض مما ادي الي اعاقتها وتعثرها لكبر طول كعب الحذاء الذي تلبسة واذا بصادق ينطلق من وسط اكتاف اصدقائه ويطرح كاس العصير علي الارض مكسورا وسط دهشت كل الحاضرين والقي بنفسه علي الارض ممسكا بيدها وظهرها مما اصابه ببعض الخدوش والتي علي اثارها تمزقت بدلته اللورانزو البهيظة الثمن وكسرت نظارتة الشمسية بداخل جيبة وتملكته بعدها حالة من الزهول لتصرفه بكل هذة التلقائية دون ادني اهتمام للمحافظة علي مظهرة الذي كان دائما من اولويات اهتماماته بحياة ولكن تاثير انجذابه بتلك الفتاة الثرية والجميلة جعلته ينسي ما هو عليه من ارتكازات اساسية لايتخلا عنها ابدا مهما كانت الظروف وظلت النظرات قائمة فيما بينهما بدون انقطاع حتي تشجع صادق واتجهة ناحيتها سالا ايها ان قد اصابها اي مكروه وهي بمنتهي التعالي والتكبر لم ترد عليه واكتفت بهز راسها موضحة انها بخير وتجراء للمرة الثانية وطلب منها ان تجعله يوصلها بسيارته الجاجور الفارهة اذا كانت تريد ان تذهب الي منزلها لتغير الفستان مما اثار حفيظتها جدا ونطقت باول كلمة في ذلك اللقاء وصدمته بقولها : انت تعرف من اكون انا وابنة من كيف لك ان اتتجراء وتطلب مني طلب مثل ذلك انت مجنون اذهب من هنا الان وابحث عن احد من مستواك تركب سيارتك واذ لم تنهي الحديث مع الان عندي من يجعلك تندم كثير وربما لا تذهب الي بيتك اليوم لتنام به.

كانت صدمة للشاب صادق ولم يصدق ما يسمعة باذنيه ولم يتخيل لحظة واحده ان يكون رد الجميل هكذا مما دفعه لمغادرة الحفل بسرعة شديدة حتي ان اطارات السيارة اثارت غيامة من الدخان الاسود من قوة اندفاعة بطريقة مفاجئة وهو في حالة غضب عارمة من كلماتها التي ماتزال تمتلك طنينها باذنية اثناء القيادة وبدون توقف حتي دخل الي البيت وبكي بين احضان اخيه الاكبر اشرف الذي كان بمثابة الاب والام لاخيه الاصغر وكلما ضاقت الدنيا بصادق يذهب الي اخيه يرمي كل حموله عليه ويعترف له بكل ما يدور بخالده مستكشفا الدنيا من خلال تجارب اخيه الاكبر مع البشر وخبراته السابقة والتي جعلته متفوقا وناجحا بحياتة الاسرية وحياته العملية واشتكي صادق لاخيه من ما صار عليه بالحفل وحديث ابنة المستشار واهانتها له بدون ادني اعتراف بجميله عليها وذلك لتكبرها الشديد ونظرتها للناس علي انهم ليسو ذو قيمة تستحق الاهتمام فكان رد اشرف عليه ان لا يضعها برأسه ويتجاهل ما حدث وينسى كي يرتاح ولا يشغل باله بما لا يستحق ان يهتم به لان الانسانة التي لا تعترف بجميل الناس عليها لا تستحق ان يثار حولها كلام او تشغل بال احد.

قصة الباب المغلق الجزء الاول




-(قصة الباب المغلق ليله ) فتاه في العشرينات مازالت تدرس بكليه التجاره تتمتع بالجاذبيه والجمال والذكاء معا ولكنها عنيده لا تحب ان يملي عليها احد ماتفعله

-والده ليله تدعي (ليلي ) واطلقت اسم ليله علي ابنتها لكي يكون متناغم مع اسمها فهي امراه تحب التفاؤل والحياه
وفي الصباح الباكر :
والده ليله : يلا حضري الفطار لبابا عشان انا نازله خارجه مع صحابي
ليله : قصة الباب المغلق يوووة ياماما انتي كل يوم خروج نفسي اشوفك في البيت شويه وتفضلي معايا تبقي جمبي
والده ليله في هدوء : حبيبتي انتي كبرتي خلاص مبقتيش عيله عشان اقعد معاكي ثم فتحت باب الشقه وخرجت
ليله لنفسها : يعني لما انا كنت عيله كنتي بتقعدي معايا !! مفتكرش مره حضنتيني ولا قولتليلي احكيلي عنك حاجه ! ( الاصعب من فراق الأم المتوفيه هي الام التي علي قيد الحياه ولكنها بمثابه ضيفه غريبه عن ابنائها )
-ذهبت ليله لتحضر الفطار الي ابيها دكتور عصام ( دكتور مخ واعصاب )
ليله : الفطار اهو يابابا
دكتور عصام وهو يقرئ الجريده : شكرآ
ليله : انت نازل ?
دكتور عصام : امال هقعد في البيت !!
ليله : ماتخليك معايا بلاش تنزل النهارده
دكتور عصام في عصبيه : يوووة مش هتبطلي شغل العيال الصغيره ده ياليله
ليله في هدوء : حاضر طيب انا كنت عايزه اسافر الرحله الي قولتلك عليها
دكتور عصام في عصبيه : قولتلك سفر لامريكا لا عاوزة تسافري جوة مصر ماشي غير كده لا
ليله : بس انا اتفقت مع صحابي والله هو اسبوع واحد وهرجع نفسي اشوف امريكا اوي انا زهقت من خنقه البيت لوحدي
دكتور عصام في هدوء : طيب لما اجي باليل هديكي القرار
ليله في فرح : هييييييه شكرا اوي
-ذهب دكتور عصام الي العياده الخاصه به وظلت ليله وحيده في غرفتها فهي والوحدة كالظل لا يفترقان حيث لم يرد الله بأن يرزقها بأخوة
-فتحت ليله ال Facebook لتتحدث مع احمد وهو شاب مصري يعيش في امريكا طيله حياته وعمره 28 سنه
ليله : احمددددد
احمد : قصة الباب المقفول هاي ياحبيبي عامله ايه ?
ليله : هموت من الخنقه يااحمد
أحمد : نزلو وسابوكي برضو . حبيبتي انا لو موجود في مصر كتت اتجوزتك وريحتك من العيشه دي بس اعمل اي !
ليله: ربنا يخليك ليا بس انا عندي ليك خبر حلو
احمد : ايه هو فرحيني
ليله : بابا شبه موافق علي سفريه امريكا
احمد : انتي بتتكلمي بجد !! ده احلي خبر سمعته في حياتي
ليله : انا مبسوطه اوي اني هشوفك اخيرا
احمد : وانا اكتر انتي قولتيلو انها رحله ?
ليله : ايوة طبعا وروان كمان جايه معايا ( هي صديقه ليله الانتيم والدها متوفي وتعيش مع امها )
-ذهبت ليله الي النادي لتقابل روان
روان : ايه يابنتي عملتي ايه في حوار امريكا!
ليله : قربت اخد الموافقه
روان : اشطه بس انتي فعلا هتتجوزي احمد من وري باباكي ومامتك هناك !!
ليله : والله ياروان مش هيحسو بحاجه واهو نتجوز في الاسبوع ده ولما نرجع اانا وهو القاهره يتقدملي ونكمل حياتنا
روان في تعجب : بس ياليله المفروض تدرسو بعض الاول انتو عارفين بعض من النت ازاي تتتجوزيه علي طول كده !!
ليله : احمد بقا كل حاجه في دنيتي ياروان عوضني عن حجات كتير اوي في حياتي كفايه انه بيسمعلي
روان : قصة الباب المقفول خلاص زي ماتحبي اهو تجربي انا هروح بكره اخلص الورق والباسبور
ليله في حماس: وانا كمان هجهز كل حاجه
-وفي هذه الاثناء كان دكتور عصام في العياده الخاصه به مناديا علي دكتور فادي وهو رفيقه ومدير اعماله
دكتور عصام : يا فادي !
دكتور فادي : ايوة ياعصام في اي !
دكتور عصام : كنت عاوزك تاخد باسبور ليله وتطلعلها تأشيره لامريكا في اسرع وقت بس تأشيره سياحه اسبوع
دكتور فادي : انت هتخليها تسافر لوحدها ياعصام !
دكتور عصام : اه ماهي طالعه تبع الجامعه
دكتور فادي في تعجب : بس الجامعه عمرها مابتطلع رحلات بره مصر !!
دكتور عصام : ليله مش هتكدب عليا يافادي خد الباسبور وخلص كل حاجه وخلص ورانا حجات اهم
دكتور فادي في تعجب : حاضر اللي تشوفه
-حل الظلام وجاء دكتور عصام من العياده
دكتور عصام : ليله ياليله
ليله : ايوة يابابا
دكتور عصام : ماما لسه مجتش ?
ليله : لا لسه ومتحاولش تتصل موبايلها مقفول خش نام ولما تصحي هتلاقيها
دكتور عصام في عصبيه : يعني ايه لما اصحي هلاقيها اتكلمي معايا كويس !!
ليله : وانت بتتعصب ليه هو حضرتك عمرك سألتها انتي بتروحي فين ولا بتيجي منين ! انا داخله انام
-مرت الايام وفي يوم دخل دكتور عصام الي غرفه ليله
دكتور عصام : شوفي بقا انا جايبلك ايه معايا
ليله في لهفه : ايه !!
دكتور عصام : قصة الباب المقفول تأشيره امريكا
قفذت ليله من فوق السرير من الفرحه قائله هسافر امتي !؟
دكتور عصام : السفر بكره
قصة الباب المغلق الجزء الثانى