قصة ليالي الشوق الفصل الاول



في صباح يوم الاربعاء بعد ليلة كانت شديدة البرودة استيقظت الانسة هند علي اصوات القطط تموء من شدة الجوع بالخارج فاسرعت متجهة الي المطبخ لتنظر من خلال نافذتها المطلة علي حديقة المنزل الذي تقيم به وحيدة نظرا لوافاه والدها الحاج اشرف سعيد الميهي وقد كانت الشمس تشرق باستحياء شديد لبرودة الجو فوجدت العديد والعديد من القطط وقد تجمعت كعادتها اليومية منتظرة عطف وحنان هند عليها الذي لا ينقطع فقد كانت هند شغوفة جدا بحب الحيوانات واطعامها يوميا بدون كلل او ملل وذلك لطبيعة تربيتها والاخلاق التي زرعها فيها والدها.

نظرت هند الي القطط وقررت ان تاتي لهم ببعض شطائر الخبز مع الحليب وتضعة بطبق كبير من الخشب دوان ادني تفكير ان كان الحليب سوف يكفيها او لا بعد ان تطعم القطط وهذة كانت طبيعتها,التفاني في خدمة الاخرين حتي لو كانو حيوانات ضعيفة فمابالك بمعاملتها للبشر المحيطين بعالمها وبالفعل وضعت الطبق امام باب المنزل فقدمت القطط بلهفة شديده من شدة الجووع والعطش والتهمت الطعام وهي تنظر بعين من الثناء الي عين الانسانة الوحيدة بذلك الحي المهتمة بهم وفي تلك اللحظة ادارت هند نظرها في اتجاه منزل جارها الاستاز خالد والذي كان يراقب الاحداث باستغراب وتعجب من تصرفات جارتة التي لاتترك احد بدون ان تعطف عليه وتواضعها الشديد رغم انها من عائلة ثريه جدا وتمتلك بعد وافاه والدها مصنع للبلاستيك ضخم يقع بالمنطقة الصناعية ببرج العرب بمحافظة الاسكندرية ينتج العبوات البلاستيكية بمختلف انواعها والعديد من الاراضي الزراعية التي تركها والدها لها بعد ان اتفق مع المحامي الخاص بيه علي ان يحرر لابنته الوحيدة عقد بيع كل ممتلكاته لها وهو علي قيد الحياة كي يطمان علي مستقبلها من بعد وفاته وان لا يتعرض لها اي فرد من افراد العائلة وخصوصا انه لم يرزق بولد وذلك التصرف لم ياتي من فراغ فقد كان الطامعين في الميراث الذي يخصها كثيرون واولهم عمها الحاج صادق سعيد الميهي والذي كان شريكا لوالدها بالمصنع وقرر ان ينفصل عنه ويبني مصنع اخر نظرا لكثرة المشاكل وعدم التفاهم فيما بينهم نتيجة لكثرة تدخل زوجة الحاج صادق بالعمل ومكاشفتها ومصارحتها لاخو زوجها بلحظة غضب نتيجة بعض الخلافات بالعمل وادارته ,انها لا تري اي سبب يجعلهو متمسك بحقوقه في ادارة المصنع لان الواقع يفرض عليه ان اخوه الاصغر سوف ياخذ كل ما يملكهة من بعد مماته نظرا لكبر سنة وتزوجه بسن كبير وانجابه لطفلة بنت لا ترثه لحالها لعدم وجود ولد زكر من بين اولاده وعليه لا داعي بان يتدخل في ادارة العمل وان يترك الادارة لزوجها واولادها ولا داعي للصراع علي السلطة بالمصنع ام عاجلا او اجلا كل المصنع والاراضي ستكون من نصيب زوجها واولادها مما اثار غضب الحاج سعيد جدا وتسبب له بزبحة صدرية دخل المستشفي عليها وقبع بالعناية المركز حوالي الشهر مابين الحياة والموت الي ان اراد الله سبحانه وتعالي ان ينجيه من تلك الاذمة الصحية

الصعبة جدا عليه وعلي بنته الرقيقة الحنونة هند والتي كاد ان يشت عقلها خوفا علي والدها الطيب العطوف الكريم الذي لم يمد يده يوم ليؤذي احد علي النقيض منه كان اخوه صادق يتلذذ بالبحث عن الطرق المتعدده لازلال البشر والتنكيل بيهم معتزا بعزوته ورجاله البلطجية الذين يعطيهم اجور شهرية لحمايته من اعدائه وكل من يقف في طريقة كانو اليد القذرة له وقد انطبع سلوكه هذا علي اولاده الاربعة حيث انطبع بداخلهم حب النفس والانانيه حتي فيما بينهم واستعمال الغدر والبطش بكل من يقف في طريق تحقيق امانيهم وذلك كان الدافع الاساسي لان تنتهي الشاركة ما بين الاخوان سعيد وصادق وبالفعل تم الانفصال واخذ صادق اغلبية المعدات والميكانات لمصنعة الجديد تاركا مصنع اخيه يعمل بمعدات قليلة جدا ولكن بالصبر والنزاهة والاخلاص بالعمل استطاع سعيد ان يعيد المصنع الي افضل حال واستورد معدات حديثة جدا وفرت بالخامات المهدرة والعمالة مما ادي الي سرعة استرجاع وضعة الاول كاول مصنع بلاستيك بالمنطقة الصناعية وذاع خبر المنتجات الجيدة التي يوفرها المصنع لوجود معدات حديثة جدا تستعمل احدث التقنيات التكنولوجيا في انتاج العبوات حتي تصدر مصنع الشرق للبلاستيك الصدارة في التصنيف الدولي لانتاج العبوات اليبلاستيكية بكل احجامها من الالف الي الياء وذلك كله عاد علي الحاج سعيد بالمال الوفير مما اسال لعاب زوجة اخيه ان تطلب وبدون ادني خجل ان تكون هند من نصيب احد اولادها الصبيان وهو اخرهم من اربعة هو الوحيد المقارب في العمر منها ويذيد عنها بعض الاعوام فقد كانت هند بالخامسة والعشرون من عمرها عند تقدم ابن عمها رجب لخطبتها وكان يكبرها بحوالي عامين وبالفعل وافق الحاج سعيد علي الخطبة وهو يشعر بعدم رضا داخليا بتلك الزيجة ولكن نظرا لانه كان انسان محترم ويخاف ان يفرق قرارة بعدم القبوال بان تكون النهاية لعلاقته باخيه الي الابد ظنا منه انه ربما يتغير من ناحيته ويتوقف عن الحقد والحسد الذي كان يجاهره بيه بعض الوقت نظرا لتفوقه الشديد بالعمل في نفس مجال العمل الذي يعملون بيه سويا ,واعترضت هند كثيرا علي هذه الخطوبة وشرحت لابيها ان رجب لا يختلف كثيرا عن والده في السلوك بل يكاد ان يكون اسوء منه بالنسبة لسلوكة العدواني حيث انه لم يترك احد الا واقام معه عداوة ونزاع بدون ادني سبب غير انه يكره الناس ويتكبر عليهم مثله مثل والدته السيدة خديجة حفني اغا والتي نشأت في اسرة ثرية جدا ذات سلطة سياسية وقضائية بمدينة دمنهور وبعد ان تم زوجها من الحاج صادق من قرابة الخمسة والثلاثون عاما واجهت انتقاضات حادة من اسرتها الارستقراطية لزوجها من رجلا نصف متعلم لم يحصل علي شهادة عليا واكتفي بحصوله علي الثانوية العامة لانشغالة بالعمل في مصنع البلاستيك الخاص باخيه الحاج اشرف الذي ترك كل امور ادارة المصنع بيد اخوه دون محاسبة او مراجعة حيث كانت الثقة فيما بينهم لانهائية وبالصدفة البحتة تعرف صادق علي خديجة في حفل زواج احد اصدقائه بمدينة دمنهور ولم يستطيع ان ينسي كم كانت جذابة في ذلك اليوم وتعلق بيها بعد ان لفتت نظره لها بنظارتها الهائمة له اثناء حفل الزفاف حيث انقذها من الانزلاق الي حمام السباحة الخاص بقاعة الافراح بعد ان داست علي طرف فستانها السواريه احدي صديقاتها بدون قصد لطول زيل الفستان الذي كان يزحف ورائها علي الارض مما ادي الي اعاقتها وتعثرها لكبر طول كعب الحذاء الذي تلبسة واذا بصادق ينطلق من وسط اكتاف اصدقائه ويطرح كاس العصير علي الارض مكسورا وسط دهشت كل الحاضرين والقي بنفسه علي الارض ممسكا بيدها وظهرها مما اصابه ببعض الخدوش والتي علي اثارها تمزقت بدلته اللورانزو البهيظة الثمن وكسرت نظارتة الشمسية بداخل جيبة وتملكته بعدها حالة من الزهول لتصرفه بكل هذة التلقائية دون ادني اهتمام للمحافظة علي مظهرة الذي كان دائما من اولويات اهتماماته بحياة ولكن تاثير انجذابه بتلك الفتاة الثرية والجميلة جعلته ينسي ما هو عليه من ارتكازات اساسية لايتخلا عنها ابدا مهما كانت الظروف وظلت النظرات قائمة فيما بينهما بدون انقطاع حتي تشجع صادق واتجهة ناحيتها سالا ايها ان قد اصابها اي مكروه وهي بمنتهي التعالي والتكبر لم ترد عليه واكتفت بهز راسها موضحة انها بخير وتجراء للمرة الثانية وطلب منها ان تجعله يوصلها بسيارته الجاجور الفارهة اذا كانت تريد ان تذهب الي منزلها لتغير الفستان مما اثار حفيظتها جدا ونطقت باول كلمة في ذلك اللقاء وصدمته بقولها : انت تعرف من اكون انا وابنة من كيف لك ان اتتجراء وتطلب مني طلب مثل ذلك انت مجنون اذهب من هنا الان وابحث عن احد من مستواك تركب سيارتك واذ لم تنهي الحديث مع الان عندي من يجعلك تندم كثير وربما لا تذهب الي بيتك اليوم لتنام به.

كانت صدمة للشاب صادق ولم يصدق ما يسمعة باذنيه ولم يتخيل لحظة واحده ان يكون رد الجميل هكذا مما دفعه لمغادرة الحفل بسرعة شديدة حتي ان اطارات السيارة اثارت غيامة من الدخان الاسود من قوة اندفاعة بطريقة مفاجئة وهو في حالة غضب عارمة من كلماتها التي ماتزال تمتلك طنينها باذنية اثناء القيادة وبدون توقف حتي دخل الي البيت وبكي بين احضان اخيه الاكبر اشرف الذي كان بمثابة الاب والام لاخيه الاصغر وكلما ضاقت الدنيا بصادق يذهب الي اخيه يرمي كل حموله عليه ويعترف له بكل ما يدور بخالده مستكشفا الدنيا من خلال تجارب اخيه الاكبر مع البشر وخبراته السابقة والتي جعلته متفوقا وناجحا بحياتة الاسرية وحياته العملية واشتكي صادق لاخيه من ما صار عليه بالحفل وحديث ابنة المستشار واهانتها له بدون ادني اعتراف بجميله عليها وذلك لتكبرها الشديد ونظرتها للناس علي انهم ليسو ذو قيمة تستحق الاهتمام فكان رد اشرف عليه ان لا يضعها برأسه ويتجاهل ما حدث وينسى كي يرتاح ولا يشغل باله بما لا يستحق ان يهتم به لان الانسانة التي لا تعترف بجميل الناس عليها لا تستحق ان يثار حولها كلام او تشغل بال احد.
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

0 التعليقات لموضوع "قصة ليالي الشوق الفصل الاول"


الابتسامات الابتسامات