قصة ليالي الشوق الفصل الثالث




مرت الايام وزادت الامور تعقيدا علي الحاج اشرف بعد تعلق اخيه الصغير بعلاقته العاطفية بامرأة يراها لاتصلح ان تكون زوجة لاخيه تحمل اسمه وتصونه وتكون عونا له عند الكبر ومع كثرة المشاحنات المتكررة اثناء النقاش فيما بين الاخوين والوصول في نهاية الامر الي طريق مسدود وعقل متصلب الفكر لا يعطي فرصة للاخر ان يتكلم معة بصوت الحق وذلك لسيطرتها التامة علي قلب ومشاعر حبيبها نظرا للوضع الحرج الذي وضعت عشيقها به عن قصد للوصول الي فرض سياسة الامر الواقع علي الاحداث فكان حتما ولابد ان يقوم صادق بانهاء كل هذا الجدل باتخاذ خطوة جدية في اتجاه اتمام هذة الزيجة رغم انف اخية الاكبر بتحديد موعد مع والدها والتقدم بصفة رسمية لطلب يدها منه كي يقطع احبال التوتر المستمر اللانهائي الذي يكاد ان يقتله من كثرة التفكير .

بالفعل تحدد له الموعد بعد ان نسقت الانسة خديجة سابقا الامر مع ابيها وذهب اليه متوجسا وبقلبه شيئ من الخوف ان يقابل من عائلتيها بصدمة جديدة غير مهتما بما يدور هناك من اشخاص يسعون جاهدين للحيلولة دون اتمام هذه الزيجة وعلى العكس من توقعه رحب به والد العروس بشدة وقد كانت مشاعر صادق مذبذبة بالنسبة لكثرة الاقاويل التي تحوم حول والد حبيبته وخلافا لما توقعه وجد انه امام انسان محترم مظلوم من كل اهل المدينة بالاقاويل المغلوطة كما ظهر له بمخيلته فهو عذب الحديث صاحب وجه بشوش ضحك وعطوف ولم يشعر لحظة معه واحدة بانه متعجرف او متكبر كما كان يقال عنه فقد التصق بوجه المستشار بتلك اللحظات القناع الخداع الذي كان دائما يستخدمه عند اتمام احدي صفقاته كعادته التجارية البحته

لم تكن الجلسة جلسة تعارف بل كانت جلسة وضع الشروط وتحديد المبادئ التي يجب علي صادق ان يتبعها لكي ينصهر في تلك العائلة الارستقراطية وعدم التزامه بتلك النصوص سيجعله مرفوض تماما من التواجد بالعائلة ولذلك قبل العريس بكل الشروط بدون ادني اعتراض مما شجعه ان ينتهز الفرصة ويطلب ان تتم الزيجة باسرع وقت ممكن لانه اوهم والدها انه يخطط للسفر الي الخارج لاتمام صفقة كبيرة تخص مصنع اخيه وانه مصمم علي الزواج قبل السفر وبدون اي تاخير وكان له ما اراد حيث حدد والد العروس ليلة الزفاف بعد قرابة الشهر ملبيا لرغبة خطيب ابنته المتعجل واقنع الجميع بذلك الرأي باستثناء بعض من افراد العائلة من خالات وعمات واخوه رافضين من الاساس وجود صادق بينهم لانتسابه لعائلة من عامة الشعب ولا يمتلك الاصوال والانساب التي يمتلكونها فهو من الاساس ابن لرجل كان يعمل مزارع بسيط لم يكن يمتلك غير بعض الافدنة القليلة في ذلك الوقت مقارنة بعائلتهم التي اتسعت ممتلكاتهم المتفرقة بانحاء المدينة شرقا وغربا فكيف له ان يتقدم لخطبة ابنة الاصوال والحسب والنسب لمجرد ان عنده بعض المال الذي علي الارجح لايخصة لحاله بل يخص اخية الاكبر الحاج اشرف ولذلك تشجع بعضهم علي ان ينسحب من الجلسة معترضا علي كل التسهيلات التي يقدمها له كبير الاسرة ولا يعطي ادني اهتمام لاعتراضهم.

استطاع صادق ان ينتصر في جبهة من جبهات الصراع لديه بموافقة عمه بالمستقبل وترحيبة الشديد بالشاب المليونير الصغير والذي كان تعد له كل انواع المكائد والخطط التي ستجعله بدون حيلة تذكر بالمستقبل وما سيكون عليه من خضوع كامل لرغبة المستشار وابنته دون ان يشعر او يستيقظ من غيبوبته للابد لان كل ما سياتي سيكون برغبته وارادته كاملة وظلت اوهامة تحول بينه وبين الحقيقة وظن انه بمعركة ذات جبهات متعددة انتصر بأولها و وبقت عنده جبهة اخيه الاكبر وكيفية اقنعة بالتخلي عن افكارة بالنسبة لخطيبته واهلها فذهب الي المنزل وجلس يدرس ويخطط بغرفته محتسيا فنجان القهوة الفنجان تلو الفنجان علي معدة خاوية مدخنا لاكثر من اربعون سيجارة بدون وعي لما يقوم بيه من انتحار فهو ينتحر جسديا ومعنويا بدون ان يدري انه بذلك في طريقه الي الهاوية وبكامل ارادته ظنا منه ان كل شيئ سيتغير للافضل بعد ارتباطه بها معتقدا ان ارتباطه بتلك المرأة قد حقق حلمه بطي صفحات الماضي الذي بقي يعاني منه فترة كبيرة في حياته بالصغر قبل ان يوسع الله الرزق عليه وعلي اخيه حيث كانت معيشتهم بسيطة جدا كابن فلاح بسيط يذهب الي المدرسة وعنده طموح ان ينهي دراسته ويجد نفسة قد تخرج من الجامعة طبيبا او مهندسا كما كان يحلم ولكن لضيق المعيشة في هذا الوقت وعدم تمتعه بوفرة المال لم يستطيع ان يواكب اصدقائه وزملائه بالنسبة لمصاريف الدراسة من احتياجات اساسية كمصروف يومي ولباس وكتب خارجية مع دروسا خصوصية فقد حرم من كل اسباب ومقومات طالب العلم لقلة حيلة والده الحاج سعيد الميهي الذي كان كبيرا بالعمر ولم يعود في استطاعته زراعة ارضه التي يمتلكها كميراث عائلي من اسرته كما كان معتادا بشبابه الامر الذي جعله يؤجر ارضه بثمن بخس ينتظر عائدها السنوي ويقسم هذا العائد علي العام كاملا وفي بعض السنوات كان يتاخر المستأجرين في سداد ايجارهم بضعة اشهر مما يجعل الاسرة كلها تعيش في كرب طوال فترة انقطاع الايجار الامر الذي اجبر اشرف وصادق ان يعملا بجانب دراستهما لمساعدة والدهما بالمعيشة فقد كان اشرف يدرس بكلية التجارة وصادق بالمدرسة الثانوية مما اتاح لاشرف ان يعمل بمصنع بلاستيك ويتعلم المهنة جيدا ويخطط الي ان يكون عنده مصنع صغير يبدئه بمبلغ بسيط من مدخراته التي وفرها بعمله خلال تلك الحقبة واشتري بعض المعدات البدائية لتعينه علي مشروعه الصغير مؤمنا ان الله سيكون في عونه الي ان يقف علي ارضا صلبة يستطيع ان يطور نفسه للافضل في المستقبل القريب بعد انهاء دراسته الجامعية


وعل النقيض كان صادق يبحث لنفسه عن حجة تقنع والده ان لا يستكمل دراسته بالمدرسة بعد ان مرت عليه ايام كثيرة من الحرمان وعدم قدرته علي تحمل كلمات بعض من زملائه بالدراسة تهكما عليه كونه ابن فلاح من عائلة بسيطة تعيش في منزل بالطوب اللبن مما دفعه للشجار اكثر من مرة معهم ووصول الامر الي مدير المدرسة بعد ان تسبب لاحدهم باصابه مستديمة بالوجه ورفع الامر الي قسم الشرطة التي بدورها ارسلت في طلب صادق للمثول امام وكيل النيابة العامة للبت في موضوع المشاجرة والعاهة المستديمة التي قد سببها لزميله في الدراسة ولولا تدخل رجال من عائله الحاج سعيد الميهي وتعويض اسرة المصاب بكتابة قطعة ارض من املاكهم باسم والد المصاب بعد جلسة عرفيه من رجال الحي وحكمهم علي الحاج سعيد بهذا الحكم كنوع من التعويض عن الضرر الذي سببه صادق لزميله ولكي يتنازل والد المصاب عن محضر الواقعة ومن ثما انتهي الموضوع بخسارة قطعة ارض عزيزة عليهم جدا حيث ان الارض عند الفلاح مثلها مثل العرض لا يفرط فيها الا بالموت ولكن انقاذا للموقف وللبقاء علي صادق خارج اسوار السجن ضحي الحاج سعيد بالارض حرصا علي مستقبل ابنه

لم تكن نهايه المشكلة بخروج صادق من سرايا النيابة ولكن بفصله ايضا من المدرسة لمده عام علي ان يعود للدراسة بعد ذلك لاستكمال العام الدراسي النهائي للثانويه العامة ولذلك اتجه لسوق العمل في مصنع للتريكو بالمنصورة يذهب اليه صباح كل يوم وياتي في حدود الساعة الحادية عشر ليلا متعبا مهموما من ما وصل اليه بتهوره المعتاد وعدم تقدير الموقف بصورة جيدة يلعن اليوم الذي اتي به بتلك الاسرة الفقيرة ويتمني ان ياتي اليوم الذي يكون فيه صاحب مال وسلطة كي يحقق كل امانيه وطموحاته يفكر بالوجود دون ادني تفكير برب الوجود يفكر بالرزق وينسي الرازق سبحانه وتعالي يظن ان الدنيا ماهي الا حظ وظروف محيطة تسعد او تتعس الانسان ولا يفكر لحظة في حكمة الله في خلقه ونسي ان رب العباد يعطي كل انسان بقدر ويجعل الناس طبقات يكمل كلا منهما الاخر فهناك الرجل الكادح الفقير وهناك الغني الحكيم كلا منهما يقوم بدورة بالحياة امام الموالي عز وجل الفقير ينتج ويزرع ويصنع والغني يصرف ويوزع ويخطط لا يستطيع ان يستغني كلاهما عن الاخر الي ان يبدل رب العالمين الادوار كما يشاء وقتما يريد بدون تدخل من البشر في دوره ومن يحاول ان يغير واقعه متخيلا ان التغيير بيده وليس بيد الخالق فليتحمل ما جنت يداه ويستعد للعقاب الذي يجعله عبرة لمن لايعتبرفنحن بني البشر اتينا الي الدنيا لنعبد الجبار المتكبر وتمر علينا الايام شاهدين انه لا اله الا الله وان محمد عليه افضل الصلاة وازكي السلام عبده ورسوله مصلين مزكين صائمين حاجين بيت الله قاصدين رضا الرحمن وحبه ليس اكثر ومن اتخذ طريق الشيطان فعليه ان ينتظر عاقبة اختياره كما علمنا العزيز مالك الملك في كتابة الشريف وسنة نبيه

ومرت الايام وبعد حصول صادق علي الثانوية العامة ولعدم رغبته في اكمال دراسته للجامعة رغم حصوله علي مجموع يتيح له ان يدخل كلية مرموقة وعلي خلاف المتوقع منه رفض دخول الجامعة لخوفة من مواجهة اصدقائه بالدراسة مرة اخري وان يمر بتجربة مماثلة للسابقة اثناء دراسته بالثانوي العام واكتفي بالعمل في مصنع اخيه الاكبر الحاج اشرف كعامل علي ماكينة سحب البلاستيك لصنع اكياس السولوفان وانتقل بعد ذلك للعمل على مكينة القص للاكياس وبعدها اشتري الحاج اشرف سيارة ربع نقل لتوزيع الاكياس وركبها صادق ليفتح اسواق جديدة امام منتجاتهم من البلاستيك واستطاع في مدة زمنية قصيرة جدا ان يصنع ارضية كبيرة ومتسعة لمصنعهم عند كبار تجار الجملة بالمحافظة وتوسع لبقية المحافظات وكبر حجم المبيعات وازداد الطلب على منتجاتهم كثيرا مما جعل الحاج اشرف يذهب الي البنك وياخذ قرض بضمان مصنعه الصغير لكي ينشأ مصنع اكبر يشمل كافة المنتجات البلاستيكية والادوات المنزلية التي تندرج تحت بند كلمة بلاستيك

زاد الرزق واتسع وفاض الكثير من المال عندهم واشترى اشرف قطعة ارض كبيرة بالمدينة الصناعية في برج العرب علي بعد مسافة صغيرة من مدينة الاسكندرية الامر الذي ساعدهم على استيراد وتصدير خامتهم ومنتجاتهم علي السواء لقرب المصنع من الميناء وتوفير مبالغ لا باس بها من الشحن البري الامر الذي جعل كل التجار تتمني ان تتعامل معهم نظرا لجوده منتجاتهم ورخص ثمنها مقارنة بغيرها التي تاتي من المحافظات البعيدة مثل القاهرة والبحيرة جعلتهم يستحوذون علي اغلب متطلبات السوق المحلية

وبعد ذلك قرر الحاج اشرف ان يطور نشاطه ويزيد عليه انشطة جديدة بجانب التجارة عن طريق شراء الاراضي الزراعية وعمل منظومة لانتاج الالبان والمواشي والحصول علي اراضي صحراوية واستصلاحها والوصول بيها الي المرحلة الاولي وبعدها يسلمها لمن يرغب في تكملة الاستصلاح مقابل مبلغ مادي يعود علي الحاج اشرف بالربح الوفير ومن رضا المولي عليهم ان جعل الكثير من شركات الالبان المنافسة تتقدم لتطلب منهم مساحات كبيرة من الاراضي المستصلحة لانشأ مزارع بجوار مزارعهم نظرا لاحترام البدو المحيطين بالمزارع لشخصية الحاج اشرف وعدم تجرئهم علي المساس باي فرد يعمل تحت ادارته مما طمأن الشركات الكبري للاستثمار بجوار مزارع الحاج اشرف ودفع الثمن مهما كلفهم الامر تقربا منه واعترافا منهم بقيمته التي كانت تردع كل من حاول المساس بقطعة من اراضيه

واتجه الحاج اشرف للاستثمار العقاري لتوسيع نشاطاته المثمرة عن طريق بناء بعض العقارات بالمدن الجديدة بمحافظة الاسكندرية وتسليمها بمدة زمنية معينة للراغبين بالسكن المتوسط ومع توسع الاعمال اصبح صادق الامر الناهي بكل شيئ كونه مديرا لاعمال اخيه ومع تشعب الاعمال واختلافها بدا صادق يشعر بحاجته الشديدة للاستعانة بمساعدين له يوجههم ويتابعهم وينتظر تقريرا يومية واسبوعية منهم لتساعده علي الالمام بكل الاحداثيات والمعطيات الخاصة بكافة الاعمال وعليه سار نهر الاعمال في مجراه ولم يحيد عنه وانتظمت كل الاعمال واصبحت شبكة المعلومات الادارية كلها بيد صادق مهما كانت متشعبة او بعيدة عن عينه وعلي الجانب الاخر الحاج اشرف يفكر وينمي ويكبر ويوسع الاعمال وكلاهما يكمل الاخر ولا يستغني اي منهما عن الاخر يجتمعون بالمؤتمرات الشهرية يستشيرون بعضهما البعض ويجعلون الطموح كالنبراس امام اعينهم لا يفكرون باي شيئ سوي النجاح والتميز وتعويض كل سنين الحرمان والعذاب بفترة الطفولة قاصدين رضا المولي عز وجل متقربين له بالاعمال الصالحة من مساعدة المساكين واليتامى يكل انواع الصدقات العينية او المعنوية

لم يردو سائل ابدا فقد كان الحاج اشرف ينظم شهريات لكل معاق وسيدة زوجها توفي او طلقها وغير قادرة علي اعالة اسرتها وكبار السن ويبني مراكز رعاية صحية برسوم كشف رمزية وانشأ اكثر من حضانات للاطفال حديثي الولادة استوردها بالكامل من الخارج باحدث تقنيات الخدمة الطبية واجهزة الاشعة بكل انواعها والنادرة بالمدينة نظرا لارتفاع ثمنها وقلة الفنيين الذين يتعاملون معها غير المساهمات التطوعية بكافة مستشفيات القلب والكبد علي جميع انحاء الدولة ومساعدة الاسر الفقيرة في تجهيز بناتهم للزواج متكفلا بيهم حتي الزواج... انه حقا رجلا صالح ولا يوجد شخص في المدينة لا يعرفه ومحبوب من الصغير قبل الكبير وتنظيمه لاكثر من رحلة عمرة وحاج للفقراء الغير قادرين بعد دراسة حالتهم واختيارهم بعناية حتي يعطي الحق لمن يستحقه

انتبه صادق لصوت بندول الساعة وهو يتمايل يمينا ويسارا ويصدر صوتا كالمطرقة من شدة الصمت المحيط به واستفاق من ذكرياته فجاءة علي دقات الخامسة صباحا بعد ان شرد عقله للماضي القريب مسترجعا كل الاحداث ينظر من نافذة الغرفة ليجد اخيه الحاج اشرف يجلس بالحديقة يرتل القرآن كعادته الصباحية اليومية فانطلق متجها اليه ليفتح معه الموضوع مرة اخري وقد كان اشحب الوجه بعيون يملئوها الحزن والانكسار يقف في دقيقة من الصمت امام اخيه ينظر الي عينه راجيا منه الرضا وقبول ما رفضه سابقا وبدء حديثه بقول :اخي وابي وكل شيئ بحياتي انا ارجوك ان ترضى عني وتسامحني كن كل ما مضي ارجوك ان لا اشعر اني سعيد وانت غير راضي عني اريدك ان تحقق لي حلمي بارتباطي بخديجة وتنسي وتسامح وتجعل في قلبك الرحمة والمغفرة كما هو طبعك دائما فرد علية الحاج اشرف بصوت مليئ بالاسي علي اخية وكيف انه اهمل اعماله واصبح لا يفكر الا بخديجة اغا قائلا له:يا صادق الموضوع ليس اني لا اريد ان اسامح او اغفر لهم هم لم يضروني بشيئ انا اخاف عليك انت واخشي ان يكون اختيارك خطأ صدقني انا لا اكن لاحد اي كره ولا يهمني امرهم باي شكل من الاشكال كل ما يهمني هو مستقبلك انت يا حبيبي ارجوك ان تفهم وتعي مدى خوفي عليك فنحن اثنان لا ثالث لهما وحياتنا كلها مرت امام اعيننا ونحن اقوياء وانا اريدك ان تبقي قويا كما كنت دائما ولك ما تريد الاهم هو ان تكون سعيد وربي يوفقك باذن الله

بكي صادق واحتضن اخيه الاكبر مندهشا من سرعة استجابته للموضوع بتلك الطريقة ولم تكن الدنيا تسعه من شده الفرحة والسرور وهو لم يعلم ان اخية لم يستطيع ان يمنع عنه شيئ هو يرغبه ويريده رغم ان كل الاحداثيات والمعطيات المحيطة بذلك الموضوع تدخل الخوف والقلق الي قلب اي انسان عاقلا وخصوصا بعد ان اتصل حارس شاليه الاسكندرية بالحاج اشرف لكي يطلعه عن ما حدث من اخيه صادق عندما احضر معه سيده لما يكن وجهها معروفا له وطريقة كلام صادق معه الامر الذي جعلة يفكر ان يترك العمل معهم حفاظا علي كرامته بعد ان اهانه صادق امام تلك المراة بدون ادني احترام لفرق العمر بينهما وعدم اكتراث صادق او حتي تذكره لفضل الرجل عليه وهو طفل فقد كان هذا الرجل جارا لعائلة صادق عندما كان يسكنون البيت القديم قبل ان يوسع الله عليهم كانو يجلسون معه كل ليلة يتسامرون ويضحكون سويا هو اولاده وكان يقف دائما بحوارة في كل مشاكله مدافعا عنه امام الجميع ولكن للاسف تنكر صادق لهذا في لحظة لارضاء شيطانه الجديد

كانت صدمة للحاج اشرف ان يسمع ذلك الكلام وتخيل ان شيئ ما قد حدث في تلك الليلة وعلي حد علمة ان اخية ربما قد اخطاء معها اولا في حالة انه اختلي بتلك المراة في مكان بعيد اصبح من الواجب والضروري ان تكون من نصيبه وقدرة ويجب ان يتزوجها حفاظا علي شرفها وشرف اسرتها هذا ما جعل اشرف يوافق علي تلك الزيجة بسرعة وليس كما حللت الانسة خديجة الامر لصادق عندما اتصل عليها ليخبرها بفرحته المفرطة بقبول اخيه ان تتم الزيجة عن اقتناع منه بذلك

فردت عليه بقولها:كان من الضروري ان يوافق فهو يخاف علي اعماله وممتلكاته منك فكل شيئ بيدك وانت الوحيد الذي يدير كل شيئ وبدونك يضيع ويفقد السيطرة يا حبيبي لاتجعل مشاعرك تخدعك تلك هي الحقيقة وانهت حديثها بضحكة مطولة مما جعله يتلعثم ولا يستطيع ان يرد علي كلماتها ومن الواضح انه صدقها كعادته فهو سلمها قلبه وعقله متخيلا ان كل شيئ تقوله هي الحقيقة نظرا لخبرتها بالبشر ووجودها بمحيط مطلع علي كل مجريات الاحداث فهي تعرف الكثير والكثيرعن الناس وعن انماطهم واساليبهم الملتوية كما اقنعته هي فقد مر امام عينيها العديد من المشاكل وهي استطاعت ان تحللها وتتخذ القرار السديد في حلها هذا ما كانت تسعى له بان يكون هناك ادوار مقسمة فيما بينهما فدورة السعي للرزق والكد عليه وترك امور الناس والعلاقات الانسانية لها فهي سيدة البروتوكولات والحفلات والموضة وهي من تحدد من يبقي بحياتهم ومن يجب ان يتواري عنهم تغير وتبدل تنزع القديم والماضي لتحل بيه الجديد والمطور مهما كان القديم يحمل معه اجمل لحظات حياة زوجها فهذا شيئ لا يشغل بالها علي الاطلاق

قصص واقعية
قصص حقيقية
قصص حب حزينة



تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.
هذا أحدث موضوع

0 التعليقات لموضوع "قصة ليالي الشوق الفصل الثالث"


الابتسامات الابتسامات