قصة ليالي الشوق الفصل الثاني


بالفعل كانت وجهة نظر اخيه موضوعية مفسرة وتحليله لشخصيتها قد اقترب كثيرا من حقيقتها فهي تلك المرأة التي نشأت علي التعالي والتكبر بسبب تربيتها التي اثرت بطريقة سلبية علي سلوكها ولم ياتي ذلك من فراغ فقد كان والدها المستشار حفني من اكثر الناس تقربا لرجال السلطة والقضاء والشرطة وبعض من رجال الاعمال حيث كانت تربطهم شبكة مصالح مشتركة تجمعهم في اغلب الاوقات علي الانتفاعية والانتهازية وخصوصا في الفترة الاخيرة من تواجده بمجال القضاء وبعد ان ذاع صيتة بالمدينة وعرف بكونه مستشار رجال الاعمال مما اثار حفيظة كثيراً من زملائه بالسلك القضائي واصبح من الشخصيات المنبوذة فيما بينهم وغير مرغوب فيه ادي بدورة الي نهاية حتمية لتاريخة كرجل قضاء حيث صدر قرارجمهوري باعفائه من مهامه كمستشار قضائي نظرا لكثرة القضايا الموجهة ضده للنائب العام ووزير العدل والمرفوعة عليه من اكثر من جهة للوضع في الاعتبار استغلاله لمهام وظيفته وعدم الاكتراث بمبادئ وقوانين القضاء واليمين الذي حلفه بان يكون مخلصا لمهنته ومكبا علي خدمة الوطن ولكن ضرب بكل هذا عرض الحائط خاتماً بذلك حياته القضائية الي الابد حتي يكون عبرة لغيرة من كل انسان باع ضميرة واشتري نزواته ورغباته بتحقيق الربح المادي السهل والسريع عن طريق انصاف الظلم علي الحق مقابل مبالغ ضخمة يحصل عليها لتوجيه حكمه كقاضي لمصلحة كل من يدفع اكثر

وعليه اكتفت السلطة القضائية باخلاء كل مسؤلياته ومهامه وافساح الطريق للشرفاء لاستكمال مسيرة القضاء الشامخ والعادل مما مهد له ان يبدا من جديد كرجل اعمال يستغل علاقته السابقة بمن هو علي نفس منواله بالنسبة للامور المادية وحب جمع المال مهما كانت الطريقة وباي وسيلة ممكنه تتيح له الوصول لمبتغاه وبذلك اذدات ثروتة وكثرت قصورة وفيلاته المنتشرة بكل انحاء المعمورة والاراضي الزراعية والصحراوية التي حصل عليها بقروض من البنوك بدون اي ضمانات معتمدة وعدم اكتراثة بتاتا بتسديد هذه القروض نظرا لتوسع مجالات عمله باكثر من اتجاه وتكليفه لاناس ذو ماضي ملوث بادارة اعماله مثله تماما مما اتاح الفرصة اصبحت متاحة لاكثر من نذل ان ينتهز الفرصة ويحصل علي الاموال ويفر بيها الي الخارج ويترك المستشار لكي يواجه مصير الضياع من بعد ان بدأت البنوك تطالب بالتسديد الفوري واما الدفع واما الحبس فكانت صدمة كبيرة جدا للمستشار حفني اغا سليل العائلة الارستقراطية ان تكون نهايته بتلك الصورة المشوة وحاول اكثر من مرة الهروب الي الخارج ولكن كل المحاولات بائت بالفشل نظرا لان رجال الاعمال كانو يسعون ان تستقر كل الإدانات بحقيبته ويحملها وحيدا ويظلوا هم بعيدين عن الاعيون حتي تستمر حيالهم واستفادتهم من خليفته من بعده


وتستمر الحياه ويخسر بذلك كل شيئ وتقوم البنوك بالحجز علي ممتلكاته وممتلكات المقربين له سواء زوجته او ابنائه ودفع غرامات ومتاخرات بمبالغ كبيرة ادت بيه الي الافلاس تقريبامع بعض الديون الكبيرة حتي يستطيع ان ينجو بنفسه من السجن واستقر بيه الامر بفيلا صغيرة تقع علي اطراف دمنهور يعيش فيها مع اسرته المكونة من زوجته واثنين من الصبيان وصغيرته خديجة اخر العنقود التي كان يلبي لها اي طلب مهما كان المهم اسعادها مهما كلفه الامر ومن خلال هذه الاحداث كلها كبرت خديجة لاتعرف في دنياها غير والدها الذي كان يهيئ لها الدنيا وكانها ملك لها وان كل من حولها هم مجرد اشخاص مسخرين لخدمتها وخدمة رغبتها وعليه لم تشعر يوما بالام الناس او معانتهم ظنا منها ان الحياه فقط حي الحياه التي تراها من خلال اعيون والدها واسرتها مما جعلها مفصولة تماما عن الواقع الذي اصبحت تعيش به بعد تغير مستوي معيشتها هي واسرتها واصرارها بان تظل خديجة حفني اغا ابنة المستشار السلطوي الذي لايستطيع احد ان يقف ضد رغباته هو فقط وليس احد غيره

اصبحت مريضة بالكبر والغررور ولذلك كان رد فعلها الغير متوقع مع صادق من قدم لها الخير وهي صفعته بكلماتها الغاضبة والمتعجرفة بدون ان تشعر لان تلك طبيعتها عدم الوفاء للمعروف ولكن احيانا تعيد النظر في تصرفتها بناء علي الااحداثيات الجديدة ورغبة في ان تغير الوضع للافضل وعنه قررت الانسة خديجة ان تتراجع عن ما بدر منها بعد ان علمت من خلال اصدقئها ان صادق هذا هو الاخ الاصغر ومدير اعمال للحاج اشرف صاحب اكبر مصنع بلاستيك وصاحب عقارات واراضي جعلتها تراجع نفسها وتحاول ان تتقرب من ذلك الشاب المعجب بيها بشدة وتحاول جهدتا ان تتقرب منه فاتصلت باحدي صديقتها متصنعة الندم عن مابدر منها بحفلة الزفاف مع صادق ومتمنيه من صديقتها ان تساعدها علي تنسيق لقاء يجمعها بذلك الشاب الثري مرة اخري وبالفعل اقتنعت صديقتها بعد تمثيل دور النادمة باتقان شديد مع بعض من دموع التماسيح وسعت صديقتها سالي لان تتحدث مع اخيها صديق صادق ان ينقل له رغبة خديجة في ان تراه بموعد في اي مكان يحدده هو وقد كان اللقاء الثاني اقل اضطرابا من السابق وتبادل كل منهما الحديث المطول حتي اذان المغرب من جلسة استمرت قرابة الخمس ساعات تقريبا بنادي الشرطة جمعتها هي وصادق وسالي ومعتز صديقه واخو سالي صديقتها

بدات الحوار في بادئ الامربالاعتذار عن ما بدر منها وانها لا تعرف حتي الان السبب الحقيقي الذي جعلها تتصرف بتلك الطريقة معه علي الرغم ان بداخلها كان يريد ان يشكره ولكن نطق لسانها شيئ اخر جرحه وتصنعت الندم علي هذا الموقف وشعر صادق في تلك اللحظة بانه في منتهي السعادة كونها الانسانة الوحيدة التي اعجب بها وهي من بادرته بالحديث عن مشاعر التقدير والندم وبالفعل سامحها ونسي الجرح وقرر ان تكون بداخله مشاعر جديدة تكن لها الحب والعطف وهي كانت تكن له الفخ والرغبة بالوصول عن طريق ارغامه علي الارتباط بيها باي وسيلة لان في علاقتها بيه ستستفيد كثيرا وتحقق احلامها بعد ضياعها مع مستقبل والدها المظلم واصبح كلا منهما يغني علي ليلاه وبالتالي لم يصارح بعضهما بما يدور بداخلهما من مشاعر وافترقا بعد اللقاء والطرفين يحلما بالقاء الاخر ومتي يكون موعدة واين سيكون اسئلة متعددة دارت بوجدانهما ولم يكن هناك رد سوي نظرات الفراق والقلق من غدا الله وحده الاعلم به

استيقظ صادق في صباح اليوم الجديد علي رنين الهاتف الارضي واذا بصوت العندليب عبد الحليم حافظ يغني اشتقت اليكي فعلمني ان لا اشتاق وقد كانت تلك الاغنية بالحانها الجميلة العذبة من كاسيت الانسة خديجة تسمعها له كنوع من التعبير عن مشاعرها المزيفة اتجاهه ولكن للاسف سقط صادق بالفخ وصدقها وصارحها بمشاعرة الفياضة لها وطلب منها تحديد موعد اخر للقاء يجمعهم سويا لحالهما بدون اصدقاء وكان اللقاء في تلك الليلة بالاسكندرية علي شاطي الهنوفيل نظرا لوجود شاليه يخص اخوه الحاج اشرف هناك ,ومن ثما التقي هناك وقضي يوم في منتهي السعاده علي الشاطئ صباحا وذهبا لتناول وجبة العشاء بمطعم شهير جدا ومعروف عنه انه مطعم الاثرياء كان معتاد صادق علي ان يذهب له مع اخيه الاكبر عند وجودهما بالاسكندرية لنهاء بعض الاعمال الخاصة بالمصنع ولذلك تعرف عليه اصحاب المطعم ورحبو به كثيرا وساله احدهم اذا كان الحاج اشرف موجود بالسكندرية ام لا لتجهيز وجبة العشاء له كعاتهم معة في كل مرة يكون بيها هناك مما اثار حفيظة الانسة خديجة جدا وانفعلت وبدات بالحديث الي صادق هامسة له بالقول نه لا يصح ان تكون انت بالمطعم ويسالك عن اخر فرد عليها صادق باستغراب شديد من كلمتها قائلا الاخرهذا هو اخي فردت عليه قائلة انت مثلك مثله لاتجعلهم ينظرون اليك علي انك تابع فانت من يدير العمل وليس هو وكل شيئ علي اكتافك وصحتك ولولاك ما اصبح عنده شيئ هو كبر بيك وليس بمجهوده لحاله انت الذي يتعب ويكافح فقط وهو يكسب بدون تعب والمال بدون ادارة لا قيمة له من الضروري ان تكون معتز بنفسك وتعرف قيمتها انت لست صغيرا لتكون في الادوار الثانوية

فنظر اليها واستمر بالتحديق في عينيها معجب بكلمتها التي كانت بمثابة السواط الاذع والذي بوقع ضرباته افاقه من ثباته قناعته الاولي وبداء يداعب مشاعر الانانية بداخله سالا نفسة : كلماتها جديدة علي اذني براقة ساحرة فهي لفتت انتباهي لاشياء اتعامل معها بالطبيعة ولكن من الواضح ان كلمتها تلك هي الحقيقة التي كنت اتجاهلها من مدة كبيرة واصمم علي تخطي رغبتي بالظهور لماذا اظل بعيد عن الشمس متمسكا بدوري كمساعد وليس كلاعب اساسي في حياتي وفي نفس اللحظة اللتفت الي موظف المطعم موجها كلماته بصيغة الامر والكبرياء قائلا :ارجو ان لا تسالني عن شخص غير وموجود معنا الان واذهب لاحضار الطعام بدون ادني حديث اخر معي ويكفي اني لم امضي واترك المطعم ولا اتي اليه بسببك ارجو ان تضع بالاعتبار ان هناك حدود للحديث معي فلا تتخطاها

وبتلك اللحظة فقط اطمأنت خديجة علي مستقبلها مع صادق وان صادق سيصبح خاتما باصبعيها الصغير تلبسه متي تريد وتخلعه متي تريد وابتسمت ابتسامة فيها نشوة الانتصار وكانها جولة في معركة ربحتها بالكلام وليس بالافعال كما سياتي فيما بعد وظل الاثنين يضحكون ويتحدثون الي ان قربت الساعة من الثامنة مساء فطلبت منه خديجة ان تلقي نظرة علي الشاليه الذي حلمت به في احلامها كما اقنعت صادق انه كان عشيقها في يوم من الايام بذلك الشاليه المطل علي شاطئ البحر في احلامها وبالفعل صدقها واخذها هناك ممسكا بيدها المرتعشة والتي كانت ترتعش ليس حبا فيه ولكن فيما هي مقدمة عليه معه بتلك الليلة فقد خططت للايقاع بيه بشباك لا يستطيع ان ينجو منها ابدا وبالفعل ذهبت معه وتركت سيارتها بجوار المطعم وركبت سيارته متجهة الي هناك متخلية عن ما يقوله الشرع والدين والقيم الانسانية البسيطة متخطية كل الطرق الوعرة للوصول لمبتغاها وعند الوصول الي الشاليه وجدا الحارس الخاصبالمكان الحاج نجاح ينادي علي صادق ويقول له :الحمد لله علي سلامتك يا صادق باشا والف مبروك الزواج المبارك ولكن كيف تتزوج ولا تقوم بدعوتي لحضور زفافك ولماذا لم تتصل بنا كي نجهز المكان وننظفه لاستقبالك انت وعروسك المصونة فابتسم صادق ونظر الي خديجة فوجدها تشير اليه بعينها غاضبة من كلام الحارس ففهمها وطلب من الحارس ان يدعة من الكلام الفارغ ويذهب ليقوم بعمله ويفتح الباب صادما الحاج نجاح بتلك الالفاظ التي لم يتوقعها من طفلا كبر علي يده عندما كان جارهم بالبيت في صغره واقتعه الحاج اشرف ان يعمل معهم بعد اوسع الله عليهم واشترو هذا الشالية وبعض الاراضي بجوارة تحتاج لمن يحرسها فوقع اختيار الحاج اشرف عليه ولكن للاسف انكسرت فرحة الرجل بقدوم صادق وكلمات صادق الغليظة وذهب وفتح الباب وهو في ذهول مما صار واغلق صادق الباب بوجهه بقوة مما استفزه ان يذهب الي سكنة بسرعة غير مهتم بما سيجري بالشاليه في تلك الليله.

وعند اغلاق الباب القت خديجة بنفسها بين احضان صادق ممسكة بيده واضعة ايها علي خصرها لتشجعه علي ان يلمسها ويتحسس جسدها سيئ فشيئ مما جعله غير مسيطر علي نفسه حيث بداء بالفعل في تقبيلها وفي تلك اللحظة انتهزت الفرصة وبكت بين احضانه قائلة :الي متي سنزل معذبين بهذه الطريقة انا لن اتحمل البعد عنك من بعد الان اني ارغب ان تكون زوجي كيف ستكون الطريقة التي سنقنع بيها اسرتينا بتلك الزيجة حيث انه قد صارحها ان اخوه نصحه بالابتعاد عنها وهي ايضا اقنعته ان والدها من المستحيل ان يوافق عليه وخصوصا لعدم اكمال تعليمه واكتفائه بالثانوية العامة وايضا لكونها من عائلة ارستقراطية من المستحيل ان تقبل من هو من عائلة متواضعة مثل عائلته فرد عليها صادق :انا افعل المستحيل من اجل عينيكي ومن اجل ان تكوني معي لاخر العمر فطلبت منه ان يصارح اخيه بانه قد تعلق بها جدا وانه لايستطيع البعد عنها لاي سبب مهما كلفه الامر وهي بدورها ستقوم بنفس الموضوع مع والدها الذي لا يتواري عن تحقيق كل ما تحلم به باي شكل من الاشكال بشرط ان يحقق له صادق كل طلباته بالنسبة للاتفاقات التي تخص التجهيزات للعرس من اساس وفراش ومؤخر صداق ومهر وخلافه وتامين مستقبلها معة بكتابه احدي العقارات التي يمتلكها هو باسمها مدعية انها لاتطمح في كل هذا بل هي تريد ان تكون المغريات كبيرة لوالدها كي يوافق علي زوجها من صادق وينتهي بهما الامر الي ان يكونو مع بعض تحت سقف واحد يجمعهم بدون الحاجة لسرقة لقائت سريعة بدون امل في الحياة سويا وبذلك تتم الزيجة رغم انف الجميع وبمباركة كل افراد عائلتها .

اقتنع صادق بفكرتها تماما واحس انها صادقة بمشاعرها اتجاهه واستعد داخليا للتحدي واقناع اخوه بالفكرة وطلب منها ان تظل في تواصل دائم معة عن طريق التليفون وان تطلعه علي كل تطورات الموضوع عندها بالبيت وهو بدورة يطلعها ايضا عما يحدث عنده كي يستطيعا سويا تخطي اي عقبات تظهر امامهما فنظرت الي عينه بلهفة شديده وقبلته بقوة محيطة بزرعيها عليه في نار من الحب والولع ملقية براسها علي صدره مصرحة بحبها له مما دفعه لان يزيد من تجراه عليها وتحسس كل مفاتن جسدها ممسكا نفسه بقدر الاستطاعة ولكن الشيطان الذي كان ثالثهما لم يمكنه من ذلك فكانت الفاجعة وانتهي اللقاء بفقدها لعزريتها كما كانت ترغب حتي لايستطيع ان ينجو من شباكها ويظل نادما عما فعله بها مصمما علي الزواج منها مهما كلفة الامر من تضحيات غير عابئا بفكرة انها سلمته نفسها ولم تحترم شرف ابيها واخوتها الرجال ولا عائلتها انها الانسانة الوصولية الخادعة لا تحترم غير نفسها ورغباتها الجامحة .

وبعد الانتهاء من ما صار قامت ولملمت اغراضها من ملابس وجلست تبكي بدموع خداعة نادمة عما حدث لائمة لصادق تهوره عليها وانانيته في امتاع نفسه بيها دون الوضع في الاعتبار مصيرها بعد تلك الليلة وانه لم يحافظ علي ثقتها به ولم يقدرهذه الثقة وقد كانت لعبة الموت بالنسبة لها حيث ان ما فعلته كان سلاح ذو حدين اذ كان من الممكن ان يتنصل صادق مما اقترفه بها ويتحاشها بعد ان نال مبتغاه منها ولكن استغلت تلك المرأة الوقحة سذاجته وبرائته وارغمته علي كتابة ورقة عرفية يعترف فيها انه زوجها امام الله بخط يده كي تضمن ان يكون فخها محكم ولايستطيع ان يفر منه ابدا وفي حالة ان جد جديد من صادق تظهر الورقة العرفية لابيها وهو من سيتعامل معة
احس صادق بندم كبير جدا بعد تلك الليلة ولم يستطيع ان يتملك نفسه من التوتر والانفعال حيث انها تجربة كانت جديده عليه ولم يتخيل لحظة ان يتطور الموضوع بينهما بهذه الطريقة الي هذه المرحلة وطلب منها ان يظل هذا سرا حتي تتم الزيجة باسرع وقت ممكن وخط لها الورقة العرفية وهما في حالة من الخوف من المستقبل الغامض وما ستحمله الاحداث لهما من جديد وانطلقا كليهما الي خارج الشاليه الي السيارة ولم يشعورا بمرور الوقت وكيف قاد كلا منهما سيارته الي المدينة بعد ان انفصلا مرة اخري عند سيارتها امام المطعم وانطلقا مسرعين الي دمنهور لانها قد اخبرت والدها بذهبها في رحلة الي الاسكندرية تابعة لشركة سياحية تخص والد احدي صديقتها وكالعاده لم يخطر ببال والدها انها تخدعه فوافق بمنتهي السهوله وعند وصولها البيت لم تجد بيه احد غير الخدم وصعدت الي غرفتها وهي في سعادة من اكتمال الصورة التي خططت لها وظلت تضحك طوال الليل سعيدة بماوصلت اليه وما حققته بفعلتها اللعينة غير مكترثة بما حدث وامام عينها فقط المال والقصور والاراضي

علي العكس من ذلك كان صادق الانسان المخدوع فيها وفي مشاعرها وكانت لحظة لقائه باخيه اصعب اللحظات عليه لانه اعتاد علي ان يصارح اخيه ولا يخفي عليه اي شيئ مهما كان واستقر بوجدانه كلماتها الشيطانية بانه حر وليس تابع لاحد ولا يستطيع احد ان يمنعه عما ينوي ان يتمه فاستجمع نفسه وطلب من اخيه ان يتحدثا سويا في موضوع شخصي وضروري ان يقصه عليه اندهش الحاج اشرف من طريقة اخيه في الحديث اذ انه لم يحدث قبل ذلك ان انعزل كلاهما عن افراد العائلة للحديث بانفراد في اي شيئ يخص حياه كلاهما ولكن ثمة جديد طارئ بحياة الاسرة الهادئة انها الافعي المجلجلة قد قلبت كل قواعد البيت الدافئ وحولته الي مكان للصراعات والمشاحنات التي لا تنتهي وبالفعل دخلي الاثنين ال غرفة المكتب وبداء صادق بالحديث انه قد قرر ان يتزوج من ابنة المستشار التي احبها كثيرا وتعلق بيها فكانت صدمة علي اخيه ان يسمع منه هذا وبدا ينفعل طالبا منه ان ينسي الموضوع ولا داعي للكلام فيه لان سمعة ابيها وفضائحة تملاء الدنيا فكيف له ان يضع يده بيد من تلوثت سمعته بكل انواع الفضائح والكوارث وما لبس ان ينهي كلماته الصريحة حتي قطع حديثه اخوه الاصغر بانه سيتزوجها حتي لو لم تكن رغبته ورغم انفه فاندهش الحاج اشرف من كلمات اخيه وطريق حديثة الجديده عليه بقلة احترام وادب من اخيه الاصغر ولم يستطيع ان يكمل الحديث معه وترك الغرفة ورحل الي غرفته تاركا اخيه في صراعات داخليه مابين حبه ورغبة اخيه في الوقوف ضد حلمة الوحيد ومع ارتفاع الصوت استيقظ كل الخدم يتسالون عن سبب ارتفاع صوت الحاج اشرف الذي كان من النادر ان يرتفع في المنزل في تلك اللحظه خرج صادق مطلا من الطابق الثاني بالفيلا موجها كلامة بمنتهي القسوه اليهم بان يدخولو الي غرفهم ولا يتسالون عن شيئ لايخصهم ماذا والا لن يستمرو بالبيت وسيفصلون من عملهم وبالفعل انصاغ الجميع الى اوامره وانسحبو من المشهد

ورجع مرة اخري صادق الي غرفته وهو يتمتم بكلمات الويل والوعيد لمن سيقف في طريق سعادته مهما كان هو انه شيطان وقد استقر بالبيت حملته للبيت بنت المستشار البيت الذي كان مثل الجنة قبل ان تظهر بحياة صادق تلك المراة البغيضة التي دمرت علاقة الاخوه بكلمتها التي يملؤها السم والكراهيه وكانت استجابة صادق للسم سريعة جدا وتمكن المرض منه سهلا جدا نظرا لقابليته واستعداده للاستجابة هذه هي الحياة مليئه بالمفارقات الغريبة والخير والشر سيظلون في صراع الي يوم الدين فمن الضروري ان يكون هناك شر حتي يتعظ الناس منه ويعرفون قيمة الخير الذي منحه الله للانسان فيقوم كلا بدوره من يتقي الله يجعل له مخرجا من الشر ومن اراد البغضاء والمنكر ولم يتوب ازداد تعلقا و اصرارا عليه مادام لم يرتجع عنه فهي لحظة المفارقة بين الحق والباطل واما انت تختار طريق الخير واما تخطار طريق الضلال

هكذا تعلمنا من ديننا من اشتري الدنيا وباع اخرته هو من سقيضي علي نفسه بنفسه وهذا بالفعل كان اختيار صادق الذي تسلسل علي اختيارة فيما بعد الكثير والكثير من الاحداث والصراعات التي تصب كلها وبدون استثناء في خدمة الشر واذنابه جاعلا شيطانه فوق راسه يلقنه كيف يتصرف وكيف يعامل كل المحيطين بيه بدون وضع في الاعتبار مكانتهم عنده كلهم عنده واحد العدو والصديق القريب والبعيد لا شيئ مادام لا ينفعه يظل في صفحة النسيان عنده يسترجعه متى اراد ويلفظه كيفما اراد تلك النزعة التي طرأت عليه بعد تقربه من سيده القصر الجديده انها هي من ستكتب بخيوطها العنكبوتية علي الجميع ان تتغير حياتهم وتتلون بالسواد بعد ان كانت بيضاء ناصعة لم يلوثها احد غير وجودها وكينونتها المنبسقة كالافاعي الي داخل جدران حياتهم بدون استاذان جابرة الجميع علي وجودها مثل المرض العضال الذي لا علاج منه سوي البتر ولكن للاسف حتي البتر في هذه الحاله اصبح من المستحيل بعد ان تملكت من صادق وجذبته اليها بدون ادنى وعي او فهم لحقيقتها الخداعة ودون تقدير فعلي منه لشخصيتها المتصارعة مابين ماضيها وحاضرها المقيت ولم يفيق ولو لحظة واحده يراجع نفسه اوحتي سائلا لما سأت الامور بهذا الشكل بعد ظهورها بحياته
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

1 التعليقات لموضوع "قصة ليالي الشوق الفصل الثاني"

الكاتب
avatar

قصة رائعة ننتظر المزيد بالتوفيق


الابتسامات الابتسامات